آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » “غلوبال تايمز”: فصل ألمانيا الاقتصادي عن الصين يضر بمصالحها القومية

“غلوبال تايمز”: فصل ألمانيا الاقتصادي عن الصين يضر بمصالحها القومية

كتبت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية في افتتاحيتها اليوم أن وزير الشؤون الاقتصاد وحماية المناخ الألماني روبرت هابيك هاجم الصين بشكل متكرر مؤخراً. فبعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع الأسبوع الماضي، زعم هابيك أن “السذاجة تجاه الصين قد ولّت”.

وأضافت الصحيفة أن وزارة هابيك تدرس اتخاذ تدابير جديدة لجعل الأعمال التجارية مع الصين أقل جاذبية، بما في ذلك الفحص الدقيق للاستثمارات الصينية في أوروبا، حيث تسعى لتقليل اعتمادها على السوق والمنتجات الصينية. وأشارت الافتتاحية إلى أن تصريحات هابيك غير مهنية ولا معنى لها.

وقالت إنه من الواضح أن هابيك “ناضج ومتطور” إلى حد ما لأنه أدرك الحاجة إلى “موقف متشدد” لبعض الناس في الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، فإنه ليس من غير المنطقي فحسب أن يعترف وزير الاقتصاد بأن بلاده كانت ذات يوم “ساذجة” واستفادت منذ فترة طويلة من هذه “السذاجة”. خذوا تصنيع السيارات، الركيزة الرئيسية للاقتصاد الألماني، على سبيل المثال، تمثل مبيعات فولكس فاغن في الصين 49 في المائة من إجمالي مبيعاتها، بينما تمثل مبيعات أودي ومرسيدس بنز وبي إم دبليو في الصين على التوالي 42 في المائة و36 في المائة و34 في المائة من إجمالي مبيعاتها، وهو وضع مشابه لشركات مثل باير وسيمنز وباسف BASF والعديد من الأبطال المخفيين الألمان الآخرين.

ad

وقالت الصحيفة الصينية: ماذا يعني هذا لألمانيا؟ الجواب هو أن السوق الصينية تحرص على ألا تضطر الشركات الألمانية الكبرى إلى التنافس بجدية مع بعضها البعض. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال بإمكان الموظف الألماني العادي الذي يعمل 35 ساعة في الأسبوع أن يضمن أجراً ومزايا عالية، وهناك مكانة أقوى للصناعة التحويلية الألمانية التي تُعرف باسم “مصنع جميع المصانع”. في الوقت نفسه، يأتي أكثر من عُشر واردات ألمانيا من الصين، وبالتالي يمكن للألمان شراء الكثير من السلع الرخيصة والعالية الجودة.

ورأت “غلوبال تايمز” أنه ليس من الصعب معرفة هذه الأشياء، حيث تجلب السوق الصينية فوائد عملية للألمان. وقالت إنه حتى بعض وسائل الإعلام الغربية التي تحاول تضخيم تصريحات هابيك كان عليها أن تذكر أن الصين كانت أكبر شريك تجاري لألمانيا على مدى السنوات الست الماضية على التوالي، حيث وصلت التجارة الثنائية إلى 235.12 مليار دولار في عام 2021، بزيادة 22.5 في المائة على أساس سنوي. في النصف الأول من عام 2022، وصل الاستثمار المباشر لألمانيا في الصين إلى مستوى قياسي بلغ 10 مليارات يورو، كما زادت الواردات من الصين بنسبة 46 في المائة على أساس سنوي. يفسر هابيك وأمثاله عمداً “التكامل” بين الاقتصادين الصيني والألماني على أنه “اعتماد ألمانيا المفرط على الصين”، الأمر الذي يتجاهل حقيقة أنه في سياق العولمة، فإن السلسلة الصناعية مترابطة ويساهم الاعتماد المتبادل في استقرار العلاقات الثنائية. بل على العكس من ذلك، فإن “الفصل” القسري لأسباب أيديولوجية سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وعدم اليقين.

وأضافت الافتتاحية أن ماضي وواقع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وألمانيا يجعل هابيك وأمثاله، الذين يدافعون عن سياسة “ليست ساذجة” تجاه الصين، يبدون “ساذجين” إلى حد ما. هذا هو السبب في أن العديد من المنظمات الصناعية مثل “الرابطة الألمانية لصناعة السيارات” ورابطات أرباب العمل في الصناعات المعدنية والكهربائية والعديد من الشركات الألمانية انتقدت هذه الخطوة صراحة، قائلة “إن تدهور التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين ساذج وقاتل سياسياً واقتصادياً”. وأوضحت “غلوبال تايمز” أن الاقتصاد الألماني الحالي يواجه بالفعل صعوبات، ومن شأن نهج هابيك، الذي يتعارض موقفه بوضوح مع المصالح الوطنية لألمانيا، أن يجعل الناس أكثر قلقًا بشأن الاقتصاد الألماني تحت قيادته.

وقالت إن أحد الأعذار الرئيسية لـ”تقليل الاعتماد على الصين” الذي دعا إليه هابيك وأمثاله هو تقليل المخاطر من خلال التنويع التجاري. لكن “التنوع” لا ينبغي أن يصبح “مسيّساً”، ولا ينبغي أن تصبح العلاقات مع الصين، وخاصة التعاون الاقتصادي والتجاري، المنطقة الأكثر تضرراً من “العروض السياسية المتشددة” من قبل الأحزاب السياسية ذوات التوجّه الفردي وبعض السياسيين. كما ستكون هناك دائما خلافات وتباينات بين البلدين، لكن تلك الخلافات والتباينات بين الصين وألمانيا اليوم ليست أكبر مما كانت عليه قبل 50 عاماً. وبينما نجح كلا البلدين في إدارة خلافاتهما وتوسعا في التعاون في الماضي والاستفادة منه، فإنه من دواعي القلق أن هناك توجهاً خطيراً لدى هابيك وأمثاله لتقييد التعاون وتوسيع الخلافات.

وأشارت الصحيفة إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتز تقدم لتعويض تأثير رأي هابيك الراديكالي، محذراً من أي انفصال عن الصين أو تفكك العولمة بشكل عام. وأضافت: نأمل أن تسود الأصوات العقلانية والبراغماتية على الدوام، لأنهم بالمقارنة مع السياسيين المهووسين بالأعمال السياسية المثيرة والسعي وراء المصلحة الذاتية السياسية، فإنهم يتوافقون مع اتجاه العولمة الاقتصادية ويركزون على المصالح القومية الشاملة لألمانيا.

يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وألمانيا. في الخمسين عاماً الماضية، زاد حجم التجارة الثنائية بين الصين وألمانيا بأكثر من 800 مرة. وقد حقق الجانبان تنمية مشتركة وحققا إنجازات متبادلة من خلال التعميق المستمر للتعاون العملي.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن مفتاح استمرارية تحقيق الإنجازات هو الالتزام بالاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين. نأمل أن يكون لدى هابيك وأمثاله بعض الإحساس بالتاريخ والمسؤولية، وأن يلخصوا التجربة التاريخية فعلاً، وأن يحترموا بجدية القوانين الموضوعية، بدلاً من قيادة “عرباتهم” في حالة هياج مع التفكير الأيديولوجي والتصادمي.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بيزنس إنسايدر: على أوكرانيا أن تتعامل مع حزمة المساعدات الأمريكية بوصفها الأخيرة

تحت هذا العنوان كتبت الصحفية إيلا شيرمان مقالا حول العلاقة بين المساعدات العسكرية لأوكرانيا وعلاقتها بالسياسة، لا سيما في ظل الانتخابات الرئاسية المرتقبة وتغيرالمواقف السياسية. ...