الرئيسية » الرياضة » في عهد الاتحاد الحالي.. غياب منتخب الأمل والعمل المؤسساتي الصحيح والحلول ما زالت مغيبة

في عهد الاتحاد الحالي.. غياب منتخب الأمل والعمل المؤسساتي الصحيح والحلول ما زالت مغيبة

| مهند الحسني

لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن منتخبات السلة منذ عشر سنوات وأكثر أصبحت في مشاركاتها غير مقنعة على صعيد النتائج والمستوى الفني، ويوماً بعد يوم تتابع هذه المنتخبات وفي كل الفئات انحدارها من سيئ إلى أسوأ، ومن خيبة إلى نكسة، ومن نكسة إلى نكبة، حتى بات الفوز في أي مباراة، كحبة الدواء المسكن التي لا يدوم مفعولها إلا دقائق ويعود طرق المطارق في الرأس إلى الوقوع بفشل جديد، لكن الخسارات والخيبات باتت متكررة وكثيرة وتفاقمت أكثر في عهد الاتحاد الحالي رغم كل العطاء السخي الذي أولته القيادة الرياضية للعبة، وبات من الطبيعي البحث عن أسلوب علاج جديد، لا أن نتهم المريض بأنه سبب المرض، فمن الوارد جداً أن تكون أساليب العلاج والقائمون عليها هم السبب، وكذلك حال سلتنا التي لم تخرج بأي ومضة ضوء واحدة منذ تولي الاتحاد الحالي لمهامه، فلا الاتحاد بقادر على إخراج مسابقاته بصورة سليمة، ، ولا قادر على إعداد جيل جديد من اللاعبين واللاعبات يعوض غياب وهجرة الكثير من أبناء اللعبة خلال الأزمة التي زاد عمرها على أكثر من عشر سنين، وسلك الاتحاد سبل الشعارات الكلامية والوعود الواهية التي لم تعد تنطلي على طلاب في المرحلة الابتدائية، ورغم ما لحق بسلتنا مازال هذا الاتحاد مصراً على عدم الاعتراف بأخطائه، وبات يبحث عن مبررات وحجج ما أنزل اللـه بها من سلطان لأن همه بات محصوراً في التلميع والبرستيج بغض النظر عن أي تطوير وتحديث مفاصل اللعبة.

أين منتخب الأمل

مضى على تولي الاتحاد الحالي مهامه قرابة العام، بينما مضى على تولي رئيسه مهامه لجنة المنتخبات الوطنية أكثر من سنتين، ولو كان توجه بوصلته حينها للاهتمام بفرق الأشبال والشبلات وعمل على بناء منتخب الأمل رغم وجود مواهب وخامات كثيرة، وقام بتحويل الإمكانات المالية الممكنة للصرف عليهم بدلاً من صرفها على سفرات السياحة والاصطياف التي برع بها الاتحاد، لكانت السلة السورية حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب القادرة على المنافسة الحقيقية، ولتجاوزت خيبات ومشاكل الأجيال السابقة من الأخطاء الأخرى التي لم تحظ بعلاج اتحاد كرة السلة، علماً بأن اهتمامه الدائم صب في بوتقة محافظات دون أخرى، وقلّل دعمه في المحافظات الزاخرة بالمواهب الفقيرة بالإمكانات المادية.

دعونا نعترف أيها السادة بأن كرة السلة السورية لن تنهض وتخرج من خيباتها ما لم تتسع دائرة منافساتها في كل الفئات والمراحل حتى في المحافظات المهملة، وبذلك سنضمن اكتشاف المواهب والخامات، فكما قدم اللاعبان (وسام يعقوب وجميل صدير) من مدينة ريفية صغيرة اسمها محردة ليكونا من أهم لاعبي الارتكاز في سورية، فبكل تأكيد تضم أريافنا الأخرى خامات ومواهب أخرى قادرة على التطور والارتقاء بمستوى منتخباتنا الوطنية العقيمة حالياً هجوماً ودفاعاً وبلا أي مواهب استثنائية.

فإن كانت نية القائمين على سلتنا إعادة اللعبة إلى ألقها، فلهذا الأمر شروط يجب توافرها والعمل عليها، وإن كان همه السفر والسياحة والمؤتمرات الكلامية فالوضع الحالي كفيل بأن يبقيها في حالة من التراجع إلى ما لا نهاية.

غياب الرؤية

إذا كان دور لجنة المنتخبات الوطنية هو توزيع مخصصات المحافظات من المدربين والمدربين المساعدين فبئس هذا الدور، لأننا الآن قادرون على وضع لائحة دور لتدريب المنتخبات الوطنية لخمسة سنوات قادمة، وإذا كان دور عضو الاتحاد ضمان وجود مدربين من أبناء محافظته في المنتخبات الوطنية، فيمكن لأي مندوب أو مراسل من المحافظة القيام بالدور نفسه.

الاتحادات جهة فنية ومن يعمل بها يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الفهم والإدراك الحقيقي لمهامه ودوره الوطني والابتعاد عن الصغائر ومشكلة إذن السفر، وعقبة البيجامة والحقيبة، ومن دون ذلك لن تشهد سلتنا أي تقدم أو انتعاش.

خلاصة

السلة السورية بحاجة إلى يد تحنو عليها، وبحاجة إلى نيات صادقة وبرنامج عمل مؤسساتي بعيداً عن التفرد بالقرارات والعنجهية التي يمارسها البعض في الاتحاد الحالي الذي بات كالطبيب المصر على دواء لن يشفي المريض، ونحن نقول إن لا دواء خطأ ولا الطبيب، ولكن يبدو أن اتحادنا لم يعد مناسباً لحال سلتنا المريضة في حال بقي على نهجه الحالي.

 

سيرياهوم نيوز3- الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منتخب اليابان يتوج بكأس آسيا تحت 23 عاما

توج المنتخب الياباني بلقب كأس آسيا تحت 23 عاما للمرة الثانية في تاريخه، بفوزه بصعوبة بالغة على أوزبكستان بهدف دون رد، الجمعة، في المباراة النهائية، ...