الرئيسية » مجتمع » وسائل التواصل.. بساط الريح لسريان الشائعات

وسائل التواصل.. بساط الريح لسريان الشائعات

 حسين صقر:

لا شك أن الشائعة هي واحدة من أقوى أساليب و أدوات الفوضى والفتن و الحروب النفسية، بل هي أهمها على الإطلاق، ولا يقتصر دورها على الدول، بل تندرج على الأفراد، فهي كما تُمارس على الدول وتمارسها تلك الدول على بعضها، أيضاً يستخدمها الأفراد للنيل من بعضهم اقتصادياً وصحياً واجتماعياً وثقافياً.
والشائعات لا تمتلك عصا سحرية للتأثير، بل كانت هناك عوامل كثيرة مساعدة لسريانها كالنار في الهشيم، أهم تلك العوامل جميع مواقع التواصل الاجتماعي من “فيس بوك وواتس آب وأنستغرام” وغيرها، بالإضافة لوسائل الإعلام التجارية والصفراء، والتي لايهمها سوى جني الأرباح مقابل العمالة لجهة ما.
ووسائل الإعلام والتواصل تلك، لعبت دورها القذر والمشبوه خلال الحرب العدوانية على سورية، سواء فيما يخص الدولة أم الحكومة أم المسؤولين في المفاصل العامة والخاصة.
إذاً فالشائعات عبارة عن أخبار ملفقة تتولد من نقاش جماعي ينشأ من رحم الواقع، كلما أراد الناس فهم بعض المواقف، ولم تلق تلك المواقف أو الظواهر إجابات رسمية ترضي فضولها، وهذا ما يجعل من الشائعة بمثابة السوق السوداء للمعلومات، تبدأ بالترويج لخبر كاذب يتعلق بحدث ما لخدمة أهداف صاحب الدعاية، كالنيل من خصم أو محاربة شائعة أخرى.
وبسبب الجهل وضعف حس النقد والغموض الذي يكتنف مشكلة ما يشكل ذلك الغموض وعدم الفهم بيئة خصبة لانتشار الشائعة وسريانها داخل شرايين المجتمع، لأنها أصلاً ليست ساكنة أو ثابتة دائماً فهي تخضع أثناء نقلها من فرد لآخر للتغيير والتبديل والحذف والإضافة طبقاً لدوافعه المكبوتة وآماله المرجوة.
إذاً فالدوافع البشرية من حب وكراهية وعدوان وحقد وقلق وتوجس هي التي تدفع الفرد وتغريه بترديد الشائعة ونشرها حتى ينفس من خلالها بما ينوء به صدره، فمثلاً نجد الشخص العدواني يركز على الأخبار السيئة عند نقله للشائعة حتى يرضي نزعات العدوان والتشفي بداخله، لأن الشائعة من وجهة نظره تتيح له نوعاً من التفريغ والإسقاط النفسي، فتراه يطلق أخباراً من ذاته وقد يبثها لطرف يكون على تواصل مباشر معه، ويقول: الناس يقولون عنك كذا، حتى يزرع بداخله الشك والريبة ويؤسس لبدء الانطلاق بشائعته تلك.
الجيد في الأمر أن الشائعة سرعان ماتختفي لمجرد شائعة أخرى عن موقف وأشخاص مختلفين، فيبدأ العامة بتناقل الأخبار الأكثر حداثة، وهو ما يؤكد أن الخبر الذي تم نشره مسبقاً كان كاذباً وملفقاً، ولم يأت أحد على ذكره، وذلك لمجرد ظهور خبر آخر.
الحذر كل الحذر من الشائعات، ولهذا يجب علينا جميعاً ألا نتناقل خبراً لانعرف مصادره الموثوقة، لأن نقله وتعميمه يشكل خطراً على المجتمع وعواقب كارثية لا تحمد عقباها، ولاسيما في ظل تقنيات التواصل والإرسال السريع، فحتى نكذب الخبر نحتاج لأيام وربما شهوراً، لكن نشره لايحتاج لرمشة عين حتى يسري بين الناس ولم نعد نسيطر عليه وعلى ردات الفعل المترتبة عن بثه.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مشروع جريح الوطن يدعو عدداً من الجرحى للتواصل معه لاستلام بطاقاتهم

دعا مشروع جريح الوطن عدداً من الجرحى للتواصل معه، من أجل استكمال جمع بياناتهم وتسليمهم بطاقة جريح الوطن. وأوضح المشروع في منشور له عبر منصة ...