بغداد | على رغم استمرار تمسّك «الاتحاد الوطني الكردستاني» بمرشّحه للرئاسة، الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح، إلّا أن «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بدأ يشيع أجواء عن اتفاق قريب جدّاً مع «الوطني» على مرشّح واحد، وهو ما يمثّل تطوّراً كبيراً، من شأنه، إذا ما تَحقّق، أن يفتح كوّة في جدار الأزمة السياسية، إذ يعني ذلك أنه سيكون بالإمكان، نظرياً، عقْد جلسة لمجلس النواب بنصاب مكتمل، على طريق البدء بإعادة بناء السلطة، والذي تأخَّر لسنة كاملة تقريباً، أو على الأقلّ مضاعفة الضغوط على «التيار الصدري»، الذي دفَعه نفْض الحليفَين السُّنّي والكردي أيديهما من «إنقاذ وطن»، إلى البحث عن حلفاء في صفوف «القوى التشرينية» عشيّة ذكرى الحراك
منذ الانتخابات النيابة الأخيرة في العراق، مثّل الخلاف بين «الحزب الديموقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، وتحديداً لناحية رفْض الأوّل إعادة ترشيح الرئيس برهم صالح المنتمي إلى الثاني، عقبة أساسية أمام إطلاق العملية السياسية على مستوى العراق كلّه، ولا سيما أن انتخاب الرئيس هو، دستورياً، الإجراء المطلوب حالياً، والذي من دونه لا يمكن تشكيل حكومة، باعتبار أن رئيس الجمهورية هو مَن يكلّف شخصاً تختاره الكتلة الكبرى في مجلس النواب للقيام بهذه المهمّة. ويتحدّث الحزبان الكرديان، راهناً، عن رغبة في التفاهم، لكنّ «الديموقراطي» الذي يؤكد أنه يَجري وضع اللمسات الأخيرة على اتّفاق صار شبه ناجز بين الحزبَين على مرشّح واحد، يقول إنه بقي اختيار الاسم للذهاب به إلى بغداد، فيما يؤكد «الوطني» أن هذا المرشّح يجب أن يكون صالح لا غيره. فهل فعلاً ثمّة اتفاق قريب، أم أن كلّاً منهما لا يزال على موقفه ويغلّفه بالكلام عن التفاهم؟
يبدو أن «التيار الصدري» فشل إلى الآن في اجتذاب قوى «حراك تشرين» إلى صفّه
ويأتي الحديث عن التقارب الكردي – الكردي، على خلفية تَغيّر في الاصطفافات السياسية أبعدَ كلّاً من «الديموقراطي الكردستاني» و«تحالف السيادة» برئاسة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، عن «التيار الصدري» الذي صار تحت ضغط أكبر للقبول بالتفاوض مع «الإطار التنسيقي» على تشكيل الحكومة الجديدة. والظاهر أيضاً أن «الصدري» فشل في اجتذاب قوى «حراك تشرين» الممثَّلة في مجلس النواب إلى صفّه، وذلك من بوّابة التظاهرات المقرَّر أن تُنظَّم في ذكرى الحراك في الأوّل من تشرين الأول المقبل. ويقول القيادي في «حركة امتداد»، مسعد الراجحي، في هذا الإطار، في تصريح إلى «الأخبار»، إن «العراقيين هم أسياد الميدان الأساسيون، وهم وَحدهم مَن يقرّرون مصيرهم العام»، مؤكداً أن «تحالف من أجل الشعب، بقطبَيه، حركة امتداد والجيل الجديد، يتمسّك بأنظمته الداخلية وميثاق عمله السياسي بعدم التحالف مع أيّ حزب أو كتلة أو تيّار مارس سياسة المحاصصة وتقسيم المغانم وكان سبباً في قتل المتظاهرين السلميين العراقيين، وأساء إدارة البلاد، وأهدر المال العام»، مضيفاً أن «هذا التحالف أعلن وبشكل رسمي وصريح، أنه ينتهج أسلوب المعارضة السياسية البنّاءة ولا يشترك في أيّ حكومة». ويرى الراجحي «أن حركة امتداد والجيل الجديد يمثّلان أيقونة الأحزاب الوطنية العابرة للطائفية والقومية والعرقية البغيضة»، معتبراً أنه «بما أن أغلب الأحزاب التقليدية الفاسدة الممسِكة بالسلطة والمهيمنة على مقدّرات الدولة، تخشى من تماسك ونجاح الحركات الناشئة، فإنها تعمد، عبر عدد من الأجندات والذباب الإلكتروني، إلى إشاعة أخبار مزيّفة ومضلِّلة، كمحاولة منها لصرف أنظار العراقيين عن واقع الفساد والتقصير».