آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ثمار الصبر السوري

ثمار الصبر السوري

افتحوا نوافذ الأمل.. نحن على وشك أن نشهد ثمار الصبر السوري ناضجة.

لاشك أن الليل كان طويلاً جداً ومملوءاً بكل عواصف الرعب، لكن من استطاع أن يتحلى بميزة الصبر السوري فمن حقه أن يتذوق ثماره.

ليس مبكراً أن نقول إننا بدأنا نشهد خيوط الفجر، وليس مبكراً أن نتحضر للصباحات الجميلة.

لكن من المؤكد أن ما سيأتي ليس مفروشاً بالورود بل مفروش ببذور تحتاج إلى عناية خاصة.

سورية والسوريون عانت وعانوا كل آثار الحروب، وهم الآن يلتقطون الأنفاس مع بدايات تغير في المواقف العالمية ما كانت لتكون لولا الصبر السوري.. للذين لا يعرفون قيمة الصبر السوري نقول لهم إن أيوب سوري ليس مجازاً بل حقيقة، فالنبي الذي يضرب به المثل بالصبر عاش ومات في حوران حسبما تقول معظم الروايات التاريخية.

هو الصبر السوري الذي يرسم ملامح المستقبل، وهو الذي جعل لغات ولهجات العالم تتغير شيئاً فشيئاً.

إن السياسة في بحر متلاطم المصالح يحتاج إلى ربان ماهر ونتائج السياسة السورية تثبت بما لا يدعو مجال للشك بأن وراء هذه السياسة مهارات خاصة وقدرات مميزة واستثماراً ذكياً لرياح السياسة العالمية.

ما نراه أمامنا بالملموس أن سورية استطاعت سياسياً أن تبدع، وأن النجاحات السياسية يلزمها الكثير حتى تصل إلى الناس تحتاج إلى جناحين.. الاقتصاد والإعلام.

الأول: جناح اقتصادي وأداء يستفيد من النجاح السياسي ويحوّل هذه الفرص السياسية إلى استثمارات اقتصادية، وأن الأبواب السياسية التي تبدأ تفتح تدريجياً وبكثير من الترحاب تحتاج إلى ترجمة اقتصادية بحيث تنعكس على حياة الناس.

ولاشك أن طرق الفرص الاقتصادية تحتاج إلى يعرف خرائطها، وبحاجة إلى كثير من الحلول الإبداعية والاجتهادات الشخصية حتى يتم تحويلها من كلام جميل إلى أفعال جميلة، وحتى تتحول من خطابات سياسية إلى استثمارات فعلية، والأهم من كل ذلك أن تصل إلى المواطن على شكل تحسن في حياته المعيشية والخدمية.

أما الجناح الإعلامي فقصة أخرى، ذلك أن النجاح السياسي يحتاج إلى إعلام يواكبه ويقدمه بما يليق به، ولكيلا نظلم أحداً فإن الحالة التاريخية لسورية منذ عشرات السنوات كانت عدم قدرة الإعلام على مواكبة السياسة الخارجية، ولم يتمكن الإعلام من تقديم سورية بما يكون عادلاً لها. فسورية تحتاج إلى صورة تعكس قدراتها وهذا لم نتمكن منه على مدار عقود من الزمن لسببين أولهما أننا نواجه إعلاماً خارجياً محترفاً يشوه الصورة وينقلها بغايات عدائية. والسبب الثاني يتعلق بإعلامنا وإمكاناته ومدى المساحة التي يتحرك بها.

بكل وضوح… العالم يتغير، وعلينا أن نجعل من هذا التغيير فرصة لنا… وبعد كل الظلام الدامس ثمة خيوط فجر قادم علينا أن نجعله صباحاً مشرقاً.

أقوال:

– وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض.. لديها القدرة على جعل المذنب بريئاً وجعل الأبرياء مذنبين.. وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير.

– في الأعمال التجارية لا يوجد أصدقاء.. لا يوجد سوى عملاء؟

– تقديم المشورة لاقتصاد الفقراء أمر شائن ومهين، هو مثل تقديم المشورة أن تأكل أقل من الشخص الذي يموت من الجوع.

– الصّبرُ شجرةٌ جذورها مرة وثمارها شهية.

– فاقد الصبر قنديل بلا زيت.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دروس من الحرب الإعلامية

هشام صفي الدين من دروس هذه الحرب الضروس، أنّ الإعلام، وتحديداً المرئي والمسموع، ليس مجرّد سلاح بروباغندا عند الإسرائيلي وحُلفائه لتهويل الخصم وتأليب قاعدته الشعبية. ...