الرئيسية » ثقافة وفن » رسالة الشاعر  ” نزار قباني” إلى الأستاذ “وليد قنباز ” عام ١٩٩٥ ..

رسالة الشاعر  ” نزار قباني” إلى الأستاذ “وليد قنباز ” عام ١٩٩٥ ..

رسالة الشاعر  ” نزار قباني” إلى الأستاذ “وليد قنباز ” عام ١٩٩٥ ..

 

قدّم الأستاذ ولـيد  قنباز محاضرة بعنوان (دمشق ونزار قباني) في مكتبة الأسد (دمشق) عام ١٩٩٥ ، ونالت هذه المحاضرة إعجاب الشاعر نزار قباني ، فأرسل رسالة شكر إلى الأستاذ وليد قال فيها :

 

الصديق الحبيب الأستاذ وليد قنباز حفظه الله .

 

صوتُكَ في مكتبة الأسد ، وأنت تتحدث عن حبّي الدمشقي ، أمطرني طرباً ، وزهواً ، وكبرياء ..

 

ولا أخفيك أنني غرتُ ككلّ العشاق المجانين، من هذا الشاعر الحموي الفصيح، الذي دخل كما تدخل الإبرة بيني وبين هذه الدمشقية التي لا يوجدُ قبل انوثتها شيء.. ولا بعد انوثتها شيء..

 

ولقد خفتُ، يا وليد، أن تسرقها على حصان كلماتك الجميلة، وغزلك الدافئ، ودونجوانيتك الطاغية .. فتذهب معك إلى حماه .. وتتركني مطموراً تحت ثلوج لندن ..

 

لكنًّ الله ستر فقد اكتشفت حين سمعت تصفيق الناس لك وحماسهم لحديثك الممتع ، أن أهل حماه يتعاطون الحبّ العذّري ولا يمدُّون يدهم إلى طفولة النهدَيْن ورائحة السفرجل وبياض الياسمين ..

 

فشكراً لك على شهامتك ، وطهارة غزلك ، وعفتك اللغوية والجمالية ، وإذا كنت أنا غنّيت دمشق ، فإنك قد أرَّختها ، ووثّقتَها ، وكتبتَ سيرتَها ، ونخلتَ ترابَها وحجارتَها ، وتسرّبتَ تحت مسامات جلدها ، كواحدٍ من كبار المؤرخين والمكتشفين .

 

أما حبيبُنا ، وصديقُنا الكبير الأستاذ وجيه البارودي ، فهو منارة عالية في سماء الشعر والوفاء ، والمروءات ..  وقصيدته عنّي وسامُ أزهو به وأعتزّ ما حييّت .. فقبّلْهُ بالنيابة عنّي وقل له : إن الكبير يبقى دائماً كبيراً ..

 

مرةً أخرى أعانقك ، وأشكرك لأنك شريكي في عشق هذه المدينة التي لا شريك لها على وجه هذا الكوكب ..

 

أخوك

نزار قباني

لندن ٢٠ كانون الأول  ١٩٩٥

(سيرياهوم نيوز ٣)

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حفر اسمه بأحرف من نور نجماً متلألئاً في سماء الإبداع والتميز … عبد اللطيف عبد الحميد.. عاشق السينما السورية وعلامتها الفارقة … حقق فيلم «رسائل شفهية» نجاحاً جماهيرياً كبيراً سيبقى في ذاكرة السوريين طويلاً

وائل العدس   كان عاشقاً للسينما حد الثمالة، تعامل معها كامرأة وحيدة في حياته، أعطاها كل جهده، لم يبخل عليها بشيء، فنجح في حفر اسمه ...