آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » “إسرائيل” في القصر الجمهوري!!

“إسرائيل” في القصر الجمهوري!!

 

نبيه البرجي

 

يقول لنا سياسي بيروتي مخضرم “ما دام السفير علاء موسى (نرجو ألا تربطه صلة القربى بعمرو موسى) ، لا السفير وليد بخاري ، من يتكلم ياسم “اللجنة الخماسية” ويدلي بأحاديث تلفزيونية ، فهذا يعني أن اللجنة مثلنا لا تزال تدور في حلقة مقفلة . أعضاء اللجنة الذين يرون استحالة الجمع بين الأضداد ، يرون أيضاً أن لبنان ورقة في اللعبة الاقليمية كما في اللعبة الدولية . لا وقت الآن لا للتسويات ، ولا لحل الأزمات” .

 

توقف عند المشهد العراقي ، وقد جعله الأميركيون على شاكلة المشهد اللبناني بالتوزيع المفخخ للسلطات . ليس العراقيون ببرلمانهم المشتت مثل برلماننا ، مَن يختارون رئيس حكومتهم الذي تتعدى صلاحياته صلاحيات رئيس الدولة عندنا . الأميركيون والايرانيون الذين يتقاطعون في نقطة ما ، هم من يعيّنونه .

 

في لبنان ، هذا الثنائي ، وقد احترف لعبة الهاوية ، يفترض أن يكون ثلاثياً بمشاركة السعوديين، الذين لا يمكن أن يتخلوا عن حضورهم التاريخي والمؤثر على الساحة اللبنانية . ثمة تعليقات “اسرائيلية” تشي بأن الدولة العبرية تريد أن يكون لها موطئ قدم في القصر الجمهوري .

السياسي يستدرك “حتماً لا أنتقص من السفير المصري ، واعتقد أنك مثلي تتوق الى دور فاعل للقاهرة في لبنان . لكن الأضواء تتركز على قصر اليمامة . هنا المشكلة . الدخول الى القصر دونه عقبات جمّة، لأن من الصعب معرفة ما يدور في رؤوس السعوديين، الذين يتوجسون كثيراً من المسارات الاستراتيجية التي يمكن أن تأخذها المنطقة ، في ظل الصراعات الدولية التي يبدو ، حتى الآن على الأقل ، ألاّ أفق لها في المدى القريب” .

في نظره “أن الثقافة المكيافيلية تطغى على الأوليغارشيا السياسية عندنا . ولقد تابعت التصريحات التي صدرت عقب لقاءت سفراء دول اللجنة الخماسية ، لكأنها تصريحات من وراء المتاريس، لا تصريحات شركاء في الأرض وفي المصير . هذا كلام للاستهلاك السياسي والطائفي ,،هم . وحين يصرح الدكتور سمير جعجع بأن الرئيس نبيه بري ، بالحنكة السياسية النادرة ، ضليع في “تضييع الشنكاش” ، أقول “يا حكيم ،

 

ولأن لبنان ورقة حساسة على المستوى الاقليمي كما على المستوى الدولي ، لا بد أن يكون اختيار رئيس للبنان بالحساسية ذاتها . لسنا العراق الذي قد تحلّ مشكلاته بالتفاهمات الآنية أو التكتيكية، هنا لبنان ، المتاخم “لاسرائيل” ، وحيث الاستراتيجية التوراتية التي لا ترى في لبنان سوى ضاحية للهيكل ، ما يستدعي ابقاءه على صفيح ساخن ما دام قد تخلى عن شعار “قوة لبنان في ضعفه” ، لتظهر فيه مقاومة تمكنت من ارساء معادلة توازن الرعب . هذا واقع لا يمكن “للحاخامات” أو للجنرالات تحمّله .

شعار “لبنان بعد غزة” ارتفع علناً غداة عملية “طوفان الأقصى” . حتى آموس هوكشتاين ، بالرأس “الاسرائيلي” عاد مرتبكاً الى واشنطن، بعدما أقفل أركان الائتلاف الطريق في وجهه ، وقد طرحوا شروطاً لا يمكن للدولة اللبنانية أو للمقاومة اللبنانية القبول بها .

اشارات ديبلوماسية بعدم الاستهانة بالاختلاف ، بالأحرى بالخلاف، بين واشنطن و”تل أبيب” . الأميركيون يريدون بالطروحات الديبلوماسية ، تكريس الستاتيكو في الشرق الأوسط خلال السنة الانتخابية ، وحيث الرئيس لا يتحول وحده الى بطة عرجاء ، الأمبراطورية أيضاً .

 

نتنياهو الذي لا يستطيع التوقف هنا، كي لا يكون آخر القتلى “الاسرائيليين” على أرض غزة ، يدرك مدى حاجة جو بايدن الى دعم “اللوبي اليهودي” في صراعه مع دونالد ترامب ، وحيث تتجاوز حدة الصراع اللجوء فقط الى السلاح الأبيض .

هكذا يرفع الصوت ، وهكذا يرفع شروطه ، وان كان الواقع على الأرض يظهر حدة المأزق الذي تواجهه “اسرائيل” ، وبعدما أثبتت الأشهر الخمسة المنصرمة أن الوجود “الاسرائيلي” نفسه بات الهاجس الاستراتيجي لآركان المؤسسة اليهودية .

 

 

شئنا أم أبينا ، الأزمة اللبنانية جزء من أزمة المنطقة، التي قال هنري كيسنجر أن حلها

ليس على هذه الأرض. قد يكون في السماء ، لكن السماء مقفلة . الحلقة التي ندور فيها مقفلة أيضاً … والى اشعار آخر !

(سيرياهوم نيوز ١-الديار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كوفيّة فلسطينيّة بدل نجمة داود

نبيه البرجي   الآن… الكوفية الفلسطينية على كتفي الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن. غداً… الكوفية الفلسطينية على كتفي الرئيس المقبل للولايات المتحدة، لتحل محل ...