آخر الأخبار
الرئيسية » عالم البحار والمحيطات » التصعيد العسكري في البحر الأحمر وتداعياته على النقل البحري وسلاسل التوريد والإمداد العالمية

التصعيد العسكري في البحر الأحمر وتداعياته على النقل البحري وسلاسل التوريد والإمداد العالمية

 

 

د.سلمان رَيا

 

 

إن اندلاع الحرب في غزة، وارتكاب إسرائيل للمجازر المروعة،والحصار الجائر على الشعب الفلسطيني أدى إلى قيام الحوثيين في اليمن بهجمات تستهدف السفن المبحرة في البحر الأحمر إلى المرافئ الفلسطينية المحتلة للضغط من أجل فك الحصار، والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية.

 

ورغم تدخل بعض الدول لتأمين الملاحة الآمنة في البحر الأحمر وخليج عدن، فإن التصعيد مازال مستمراً حيث أصيبت بعض السفن، مما دفع شركات الشحن إلى اللجوء للدوران حول رأس الرجاء الصالح كطريق ملاحي بديل بالرغم من طول المسافة التي قد تصل إلى عشرة أيام زيادة عن طريق قناة السويس، وكذلك الزيادة في استهلاك الوقود، و ارتفاع تكاليف تشغيل السفن، وبالتالي ارتفاع أجور الشحن، وزيادة أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب، حيث وصلت إلى أضعاف مضاعفة على السفن العابرة للبحر الأحمر، ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع تكاليف التشغيل، وبالتالي أسعار السلع من وإلى الدول الآسيوية والعابرة إلى مرافئ البحر المتوسط والبحر الأسود و أوروبا وبالعكس.

 

إن تداعيات التصعيد العسكري في خليج عدن والبحر الأحمر أثرت تأثيراً بالغاً على النقل البحري وسلاسل التوريد والإمداد العالمية، من خلال زيادة تكاليف التشغيل والمدة الزمنية لوصول الامدادات إلى مقاصدها النهائية، وأدت إلى قيام شركات الشحن الكبرى التي تمتلكحوالي 85% من سعة أساطيل نقل الحاويات التجارية حيث يصل عددها إلى حوالي 30 مليون حاوية نمطية.

ولا يمكن أن ننسى التأثير السلبي الذي تعرضت له سوريا ولبنان والأردن وبالأخص مصر، حيث أثرت الحرب سلباً على نشاط الملاحة عبر قناة السويس وبالتالي إلى ضياع أكثر من 50% من واردات القناة, وانخفاض عدد السفن العابرة لقناة السويس إلى أكثر من 40%، حيث يعبر قناة السويس نحو 14% من حركة التجارة العالمية وحوالي 35% من الحاويات، بالإضافة إلى حوالي 9 مليون برميل من النفط يومياً، وحوالي 400 مليون طن متري من الغاز الطبيعي، وحسب ما أعلن رئيس هيئة القناة أسامة ربيع الذي توقع انخفاض إيرادات مصر من رسوم عبور القناة إلى خمسة مليارات دولار مقابل أكثر من عشرة مليارات في العام 2023الفائت.

 

أما ما يخص الأردن فقد تراجع حجم البضائع المستوردة والمصدرة عبر ميناء العقبة (المنفذ البحري الوحيد لدى الأردن) بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بالعام الماضي، وانخفاض عدد الحاويات النمطية بنسبة تقارب 45 إلى 50%.

ومازال التصعيد مستمراً، حيث يترافق مع نهب الثروات النفطية والغازية، وأصبح البعض يفكر في تنفيذ مشاريع لمرور البضائع، مثل الممر الذي ينطلق من الهند بحراً إلى موانئ الإمارات ثم براً بواسطة الشاحنات والسكك الحديدية عبر السعودية والأردن وصولاً إلى ميناء حيفا، حيث ينافس جميع مرافئ شرق المتوسط، وكذلك تنفيذ مشروع قناة بن غوريون التي ستربط البحر الأحمر (خليج العقبة) بالبحرالمتوسط لتنافس قناة السويس. ولا يمكن التنبؤ بما يحمله القادم من الأيام.

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سورية تشارك في اجتماعات مجلس ادارة الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية

  انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة اليوم اجتماعات مجلس ادارة الإتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية بحضور ومشاركة كلاً من رئيس غرفة الملاحة البحرية السورية و ...