- أيهم مرعي
- الثلاثاء 16 شباط 2021
بعد مرور نحو شهر على تسلّم إدارة الرئيس جو بايدن مهامّها، تبدو التحرّكات الأميركية في الشرق السوري متناقضة في ما بينها. وعلى رغم ما يوحي به هذا التناقض من وجود تخبّط في واشنطن، إلا أنه قد يكون في المقابل توطئة لتثبيت استراتيجية جديدة هناك
يأتي التحرّك الأميركي بعد عدّة محاولات روسية لإنشاء قاعدة في منطقتَي عين ديوار ودير غصن
ويأتي هذا التحرّك الأميركي بعد عدّة محاولات روسية لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقتَي عين ديوار ودير غصن في ريف المالكية، بهدف الوصول إلى مناطق انتشار النفط في الحسكة. آنذاك، حرّضت «قسد» أنصارها على التظاهر ضدّ الوجود الروسي في مناطقهم، ونجحت في منع أيّ تمركز روسي هناك، خوفاً من أن يفضي ذلك إلى عودة تدريجية للحكومة السورية. من هنا، قد يُفهَم اختيار الأميركيين لمنطقة عين ديوار على أنه لقطع الطريق أمام موسكو للتمدّد باتجاه مناطق النفط الاستراتيجية، وللحفاظ على الوجود الأميركي لأهداف من المتوقَّع أن تعلنها لاحقاً الإدارة الجديدة.
في هذا الوقت، أفادت مصادر حكومية سورية، في تصريح إلى «الأخبار»، بأن «ميليشيا قسد استولت بالقوة على المطاحن الحكومية في مدينتَي الحسكة والقامشلي، ونهبت محتوياتها من الدقيق والنخالة والمحرّكات الكهربائية». وأضافت المصادر أن «عناصر الميليشيا استولوا أيضاً على مرأب مؤسّسة الحبوب، وسرقوا الآليات والمعدّات، وأجبروا العاملين على العمل معهم تحت تهديد الخطف والاعتقال». يأتي ذلك في وقت أكد فيه مصدر سوري في الحسكة، لـ»الأخبار»، أن «قسد تستمرّ في اختطاف 121 عسكرياً ومدنياً في مدينتَي الحسكة والقامشلي، على رغم الإعلان عن تفاهم برعاية روسية لفكّ الحصار عن المدينتين، من ضمن بنوده الإفراج عن المختطفين».
وتبرز هذه التطوّرات بعد أيام قليلة على سريان معلومات عن توصّل ممثلين عن «قسد» وآخرين عن الحكومة السورية الى تفاهمات أوّلية خلال اجتماعات في العاصمة دمشق، برعاية روسية. ولعلّ «قسد» تريد، من وراء تلك التصرّفات، التأكيد أنها لا تزال قادرة على الإمساك بزمام الأمور في شمال شرق سوريا، باستمرار الدعم الأميركي أو غيابه. كما أن تصعيدها الأخير، عبر الاستيلاء على مؤسّسات حكومية، تريد استثماره لرفع سقف مطالبها في المفاوضات، في ظلّ تسريبات عن طلب موسكو من «قسد» إعداد وفد من قياداتها للتوجُّه إلى دمشق، واستئناف الحوار مع الحكومة.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)