آخر الأخبار

بيروت حمود

 

 

 

بات الهجوم الإسرائيلي المخطط شنّه على إيران «قريباً»، فيما القرارات المتعلّقة به «اتُّخذت»، وفقاً لموقع «واينت»، الذي لفت إلى أهمية اجتماع سريّ انعقد بين رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان، هرتسي هليفي، في إحدى قواعد الجيش التابعة للاستخبارات، بُحثت خلاله تفاصيل الهجوم المحتمل، قبل أن ينضم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وضباط استخبارات رفيعو المستوى إليه. وطبقاً للموقع، فإن بقيّة الوزراء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية- والأمنية (الكابينت) سيجري إطلاعهم، في وقتٍ لاحق، على خطوط القرار العريضة، على أن تبقى التفاصيل طي الكتمان حتّى اللحظات الأخيرة للتنفيذ تخوّفاً من التسريبات.

وأشار الموقع إلى أن مكان الاجتماع الذي اتُّخذ فيه القرار، هو ذاته المكان الذي تلقّى فيه نتنياهو إحاطة أمنية معمّقة عشية اغتيال الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيّد حسن نصرالله، ونفسه الذي اتخذت فيه القرارات المتعلّقة بشن أهم العمليات العسكرية ضد الحزب. وبالنسبة إلى مسألة توقيت الهجوم، نُقل عن مصادر عسكرية لم يُكشف عن هويتها قولها إن «النافذة الزمنية المتاحة لإسرائيل محدودة للغاية، على خلفية اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة». وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز»، نقلاً عن مسؤولين في الصناعات العسكرية والأمنية وضباط سابقين وخبراء، أن «إسرائيل تواجه نقصاً كبيراً في الصواريخ الاعتراضية»، وهو ما يفسر الشروع في إرسال منظومة «ثاد» الأميركية المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية وقوى بشرية لتشغيلها في إسرائيل تحسباً للرد الإيراني. وطبقاً لما نقلته الصحيفة البريطانية عن المسؤولة السابقة عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية، دانا سترول، فإن «مشكلة الذخيرة في إسرائيل جديّة بالفعل، وإذا ردّت إيران على هجوم إسرائيل وانضم حزب الله إليها، فستواجه الدفاعات الجوية الإسرائيلية مأزقاً كبيراً». وأوضحت أن كميّات الصواريخ الاعتراضية التي توفرها واشنطن لتل أبيب عبر إرساليات عسكرية «ليست غير محدودة»؛ إذ بحسبها «ليس بإمكان الولايات المتحدة تزويد كل من أوكرانيا وإسرائيل بالتوازي بالوتيرة القائمة نفسها. لقد وصلنا بالفعل إلى نقطة تحوّل».

وفيما يتصل بمشكلة نقص مواد صواريخ الاعتراض والتي تواجهها إسرائيل، نقلت الصحيفة عن مدير الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعاز ليفي، قوله إن «الموظفين يصلون الليل بالنهار للحفاظ على وتيرة الإنتاج؛ إذ إن قسماً من خطوط الإنتاج تعمل 24/7، بهدف الإيفاء بكل التعهدات، خصوصاً أن صنع صاروخ اعتراضي ليس مسألة أيام». وبحسبه «ليس سراً أننا بحاجة إلى تجديد المخزونات». وهو ما تقاطع مع ما ذكرته صحيفة «هآرتس»، أخيراً، حول رفع الجيش رتبة الضباط المخوّلين بالموافقة على استخدام الذخائر الثقيلة في الحرب على غزة ولبنان، وذلك بسبب الاضطرار لـ«الاقتصاد في صرف الذخائر، على خلفية النقص القائم».

 

بدأ الجيش الإسرائيلي بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي، وخصوصاً في المنطقة التي تقع فيها «الكرياه»

 

وخلافاً للهجوم الذي شنّته إيران في نيسان/ أبريل الماضي، ونجحت إسرائيل ودول غربية عدّة في «اعتراض 99% من الصواريخ والمُسيّرات» التي استُخدمت فيه، فإن الهجوم الأخير الذي شنّته طهران مطلع الشهر الجاري، تراجع فيه الاعتراض على ما يبدو إلى مستوى كبير. وهو ما أرجعه خبراء تحدثوا إلى «فايننشال تايمز» إلى أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى اختيار مناطق لحمايتها وفق أولوية معيّنة، في حين ذكر الباحث السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، إيهود عيلام، أنه خلال الهجوم الصاروخي الأخير «ساد شعور بأن الجيش الإسرائيلي احتفظ بصواريخ حيتس الاعتراضية لاحتمال إطلاق صلية صاروخية أخرى في اتجاه تل أبيب».

وعلى الرغم من «أزمة المخزون»، دعا وزير التراث الإسرائيلي من حزب «عوتسماه يهوديت» المتطرف، عميحاي إلياهو، إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية؛ إذ أشار، في مقابلة مع إذاعة «103 أف أم»، تعليقاً على ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بشأن تعهّد نتنياهو للرئيس الأميركي، جو بايدن، بعدم قصف منشآت الصناعات النفطية والنووية، إلى أن حزبه الذي يتزعمه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، «يضغط على نتنياهو لضرب هذه المنشآت». وأضاف: «ما يرد في الصحف ليس هو الحقائق الفعلية؛ من يعرف لا يتحدث ومن يتحدث لا يعرف… لم يعرف أحد منا بخطة تفجير أجهزة البيجر، وقدرتنا على اغتيال نصرالله، ولم نعرف ماذا يحدث داخل أقبية الموساد. ما يمكننا فعله هو الضغط للرد بحزم. لا نريد أن نروي لأنفسنا حكايات، بل نريد أن نحقق ردعاً حقيقياً. من الواضح أنه يجب مهاجمة منشآتهم النووية».

في هذا الوقت، بدأ الجيش الإسرائيلي بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي، وخصوصاً في المنطقة التي تقع فيها «الكرياه» (مقر وزارة الأمن) في تل أبيب، وذلك تحسباً للرد الإيراني المضاد، على الهجوم الإسرائيلي المتوقع. وبحسب ما أفاد به مصدر أمني موقع «واللا»، فإنه إلى جانب المساعدة التي بدأت الولايات المتحدة توفيرها لتعزيز منظومات الاعتراض الجوي، تعمل وزارة الأمن ومعها الجيش على تحديث أنظمة الرصد والإنذار المبكر في مناطق مختلفة في جميع أنحاء الكيان.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

جبهة «جليدية» مهدّدة بالاشتعال: الغرب يوسّع المواجهة مع روسيا

ريم هاني     لن تكون منطقة الشرق الأوسط وأوروبا ومنطقة «الهندي – الهادئ» وحدها مناطق الصراع المشتعلة حول العالم لفترة طويلة؛ إذ هناك جبهة ...