- رشيد الحداد
- السبت 6 آذار 2021
تقترب المواجهات بين الجيش و»اللجان الشعبية» من جهة، وقوات عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى، من الأحياء الغربية لمدينة مأرب، في ظلّ عجز التحالف السعودي – الإماراتي، إلى الآن، عن الانتقال من مربّع الدفاع إلى مربّع الهجوم. يأتي ذلك لينبئ، إلى جانب معطيات أخرى، باتّجاه قوات صنعاء نحو حصد مكاسب إضافية، من شأنها تقصير المسافة أكثر فأكثر بينها وبين مركز المحافظة
فشلت قوات هادي في تغيير تموضعها من الدفاع إلى الهجوم
وعلى رغم تلقّي قوات هادي تعزيزات كبيرة من مختلف المحافظات الجنوبية خلال الأيام الماضية، لم تستطِع تلك القوات، المسنودة من مختلف الفصائل الموالية لـ«التحالف» بما فيها تنظيما «داعش» و«القاعدة»، تغيير تموضعها من الدفاع إلى الهجوم. إذ إن الجيش و«اللجان»، مسنودَين برجال القبائل، لا يزالان يُمسكان بزمام المبادرة، ويتحكّمان بمسار المواجهات. وخلال الساعات الماضية، شنّا هجوماً من أكثر من محور على قوات هادي في جبهات مراد، وتمكّنا من السيطرة على مواقع عسكرية في مديرية الجوبة، ولا يزالان مُتقدّمَين في حيد آل أحمد الواقعة في جبال مراد. وتزامن ذلك مع مواجهات عنيفة شارك فيها الطيران السعودي بعشرات الغارات في جبهات صرواح، حيث استطاعت قوات صنعاء إحكام السيطرة على ضفاف سدّ مأرب من أكثر من اتجاه، لتُصبح ضفاف السدّ الجنوبية والشمالية والشمالية الغربية تحت سيطرة الجيش و«اللجان»، فيما لم تتبقَّ سوى الأجزاء الواقعة في بوابة السدّ، وقنواته الرئيسة الواقعة في سدّ مأرب القديم.
وشاركت في مواجهات الساعات الماضية قوات محور همدان التي يقودها اللواء يحيى الرزامي، وهي من القوات التابعة لوزارة الدفاع في صنعاء، والمُدرَّبة تدريباً عالياً. وبعدما أشاعت وسائل الإعلام الموالية لـ«التحالف» نبأ مقتل الرزامي، ردّ الأخير بتصريح صحافي نقلته قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله» من الصفوف الأمامية لجبهات مأرب، حيث أكّد عزم قيادة صنعاء على استكمال المعركة حتى تحرير كامل تراب المحافظة، فيما جزم محافظ مأرب، المُعيَّن من قِبَل صنعاء، علي محمد طعيمان، أن «أبناء مأرب بمختلف مكوّناتهم وانتماءاتهم السياسية يقفون اليوم إلى جانب الجيش واللجان الشعبية»، مشيراً إلى أن «قوى العدوان الأميركي – السعودي سعت إلى تحويل مأرب إلى إمارة داعشية تكفيرية بجمع العناصر الإرهابية من مختلف المحافظات، وبعضهم من دول خارجية، وإنشاء العشرات من المعسكرات التي تحضّ على العنف ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار»، مُذكّراً بـ«نهب قوى العدوان وأدواتها لثروات وخيرات المحافظة»، مستدركاً بأن تلك القوى «باتت محصورة في مركز المحافظة»، الذي «سيتمّ تحريره عمّا قريب»، كما قال.
في غضون ذلك، وفي محاولة لتخفيف الضغط على جبهات محيط مأرب، صعّد حزب «الإصلاح»، المسيطِر على معظم مناطق محافظة تعز الخارجة عن سيطرة صنعاء، المواجهات في جبهات المحافظة خلال اليومين الماضيين، لتدور اشتباكات عنيفة مع الجيش و«اللجان» في محورَين: الأوّل في الأطراف الغربية من مديرية جبل حبشي ومنطقتَي القوز والأشروح؛ والثاني في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)