سمير حماد
هل انت علماني ؟ إذن انت كافر وملحد ….الى هذه الدرجة اسيء استخدام هذا المصطلح …دينيا وسياسياً ….؟؟
كم نحتاج الى محاكمة العلاقة بين الديني والدنيوي في زماننا , بعيدا عن التحزّب والتزمّت …
لقد حاولت الاديان جميعا ان تضيّق الهوة بين الديني والدنيوي …. ورفضت تكفير اي انسان يعترف بوجود الخالق مهما كان دينه , خاصة الاسلام الذي فرق بين من يعلمون ومن لا يعلمون ………الا ان المتزمتين ظلوا يعتبرون , وما يزالون , ان العلمانية , الحادٌ وكفرٌ , يجب مواجهتها والتصدّي لها….واتهم معتنقوها والمدافعون عنها بأردأ التهم حد ، الردة والكفير ، من قبل المتشددين ..
لايجوز خطف الخطاب الديني والاستحواذ عليه من قبل المتزمتين الحاقدين الجاهلين غير المستنيرين من رجال الدين لدى الطوائف والمذاهب كافة …
بل من الضروري في عصر العلم هذا ، والاكتشافات والاختراعات المذهلة ، العمل على توظيف الخطاب الديني , وتقريبه من الخطاب العقلاني…حتى لاتبقى العلمانية فزاعة …تثير الكوابيس لدى الناشئة ….وتثير عليها الحروب والكراهية واقامة الحد …..
ان وجود الفكر العلماني في الدولة ضرورة ملحّة , فهو يساعد في قيام الحوار , واحترام الاخر …لامعاقبته او قتله …
المجتمع الحديث المعاصر في شتى بقاع الارض , يتبنى فكرا علمانيا , حداثيا جديدا .. لان التطرف الديني يعيق تقدم الامم , لذلك كان لا بد من الفصل بين الدين والسياسة … فان لم يحصل هذا سيتفاقم الخطر ويُدمر المجتمع ….ولايحلمن احد بتطبيق الديموقراطية بفكر متزمت متخلف …..حيث لاديموقراطية مع نبذ الاخر ورفضه ….وعدم الاعتراف به ….
التزمت الديني افرغ العلمانية من محتواها …ولا يمكن حل هذا الامر الا اذا حصلت ثورة في مناهج التعليم …والمؤسسات الاجتماعية والمدنية , كي تلائم العصر ومقتضياته ونشوء المجتمع المدني المنشود الذي لا ينكر وجود الدين، ولا بقلل من شأنه واهمية قيمه ومبادئه شرط الفصل بينه وبين الدولة. ….
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)