بينما يواصل سامح شكري جولته الأفريقية لعرض وجهة النظر المصرية والسودانية تجاه أزمة «النهضة»، صعّدت القاهرة والخرطوم خطواتهما برسائل تحذيرية إلى مجلس الأمن، تضمّنت، للمرّة الأولى، شرحاً علمياً للتداعيات السلبية للملء الثاني
بدأت السلطات المصرية الاعتراف بمخاطر الملء الثاني للسدّ
وتأتي الخطوات المصرية التصعيدية بالتزامن مع بدء تجفيف الممرّ الأوسط لـ«النهضة»، تمهيداً لرمي الخرسانة وتعليته إلى مستوى 595، وهو أمر يستغرق ما بين شهر إلى اثنين كحدّ أقصى للانتهاء منه بشكل كامل، وسط توقّعات بيئية بموسم فيضان وفير خلال الصيف المقبل. وتستند مصر، في إثبات التعنّت الإثيوبي، إلى حقيقة تنفيذ الملء الأول وتخزين المياه من دون توليد الكهرباء، ما يؤكد من وجهة نظرها الأهداف السياسية لتخزين المياه، لا الأهداف التنموية التي تتذرّع بها إثيوبيا، فضلاً عن المشكلات الفنّية التي سُجّلت ــــ وأعلنتها أديس أبابا ــــ بشكل يجعل السدّ غير قادر على توفير معايير الأمان، ومن بينها عدم جاهزية التوربينات للتشغيل، وتغيير مستوى الفتحات، وعمليات الفساد التي شابت بناءه وتسبّبت في إطالة العملية، إلى جانب تخفيض عدد التوربينات من 16 إلى 13، ما يعكس خللاً جوهرياً في تفاصيل مهمّة، ولاسيما بعدما أُزيلت أجزاء معدنية لفتحات تعمل الآن وجرت إعادة تركيبها.
في سياق متصل، يواصل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، جولته الأفريقية من أجل شرح الموقف المصري والسوداني للزعماء الأفارقة، حاملاً رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظرائه. ووصل شكري، أمس، إلى جنوب أفريقيا، وهي ثالث محطّاته الأفريقية، في محاولة لتدشين مسار تفاوضي جادّ يؤدي إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السدّ بما يُحقّق مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوقها، فيما سيواصل جولته اليوم بزيارة الكونغو الديموقراطية ثمّ السنغال، على أن يختتمها بزيارة تونس نهاية الأسبوع الجاري.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)