آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » فوز ممداني: زلزال سياسي وانتصار لغزة…

فوز ممداني: زلزال سياسي وانتصار لغزة…

 

حسن حردان

 

 

ما هي دلالات فوز زهران ممداني في انتخابات عمدة مدينة نيويورك عاصمة المال والاقتصاد في الولايات المتحدة؟

هل لفوزه علاقة بموقفه المدين لحرب الإبادة الاسرائيلية النازية في غزة، ودعمه للقضية الفلسطينية؟

وماذا عن دور مواقفه الداعمة للطبقات الفقيرة والمهمّشة في نيويورك؟

ولماذا صوّتت له نسبة مهمة من الشباب في مدينة مانهاتن، مدينة الأثرياء وشركات المال الكبرى في وول ستريت؟

وماذا يعني ذلك لناحية التحوّل في رأي الجيل الجديد من الشباب الأميركي؟

يمثل فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، أكبر مدينة أميركية، وأحد المراكز المالية العالمية، لحظة مفصلية تحمل في طياتها دلالات عميقة على عدة مستويات:

أولاً، موقفه الواضح والحازم في إدانة حرب الإبادة النازية الاسرائيلية في غزة، وعدم تراجعه (ممداني) عن مواقفه المنتقدة بشدة لسياسات الحكومة الإسرائيلية، بل كان هدفاً لهجمات الضغط الصهيونية بسببها. وقد وصلت انتقاداته إلى حدّ الإشارة إلى إمكانية تطبيق القانون الدولي على شخصيات إسرائيلية مثل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في نيويورك، بعد فوزه… وهو ما عاد وأكده بعد انتصاره.

تصويت احتجاجي وتحوّل: يرى الكثيرون في فوزه، رغم وجود أكبر تجمع لليهود، بعد “إسرائيل”، في نيويورك، “زلزالاً سياسياً” وانتصاراً لغزة وهزيمة للتيار الصهيوني وليمين الحزب الجمهوري (دونالد ترامب).

رمزية الانتصار: كونه أول مسلم ومن أصول جنوب آسيوية يتولى هذا المنصب الرفيع، ومواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، يمنحه تأثيراً رمزياً كبيراً كصوت للعدالة الاجتماعية والقضايا الدولية من داخل أكبر مدينة أميركية.

ثانياً، دور مواقف ممداني الداعمة للطبقات الفقيرة والمهمّشة،

أجندة تقدمية اجتماعية: عرّف ممداني نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي وقاد حملته بناءً على برنامج يركز على قضايا الطبقة العاملة.

محور الحملة: استند جزء كبير من حملته إلى وعود بتحسين الخدمات العامة وتجميد الإيجارات لخدمة الطبقات الأقل حظاً.

مواجهة الرأسمالية: صوّر ممداني حملته على أنها صراع بين الطبقة العاملة وأصحاب المليارات، متجاهلاً الأموال الطائلة التي ضخّت ضده من لجان العمل السياسي المناهضة له (خاصة من مجتمع المال والاستثمار في وول ستريت).

الرؤية الأمنية الجديدة: قدّم رؤية أمنية تركز على برامج الوقاية وبدائل السجون، ما جذب الناخبين المنتقدين لسياسات العدالة الجنائية السابقة.

*ثالثاً، التحوّل في موقف الشباب والرأي العام

الجيل الجديد يختار التغيير: نسبة الـ 38% من أصوات الشباب في مانهاتن (مدينة الأثرياء وشركات المال) تمثل نسبة مهمة، خاصة في ظلّ تركيز الحملة على التناقض بين الطبقة العاملة والمليارديرات.

ملاحظة: البيانات التي تمّ البحث عنها تؤكد ارتفاع نسبة المشاركة القياسية في الانتخابات بشكل عام، وفوز ممداني بدعم الجناح التقدمي، ولكنها لم تقدّم إحصائية محددة لنسبة 38% من تصويت الشباب في مانهاتن تحديداً.

دلالة التحوّل: يشير هذا الدعم، خاصة في معقل اقتصادي مثل مانهاتن، إلى أنّ الجيل الجديد من الشباب الأميركي قد أصبح:

أكثر تقبّلاً للأصوات التقدّمية واليسارية التي تدعو إلى العدالة الاقتصادية والاجتماعية.

أكثر انفتاحاً على التنوع ويرفض الخطابات التقليدية المحافظة.

أكثر حساسية للقضايا الدولية ومواقف تنتقد سياسات المؤسسة الأميركية التقليدية تجاه قضايا مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تغيير في الهوية السياسية: يمثل فوز ممداني، وهو أصغر عمدة للمدينة منذ أكثر من قرن، انتصاراً لـ “الجناح التقدمي” في الحزب الديمقراطي وصوتاً من جيل جديد يطمح لسياسة مختلفة تماماً عن سابقه.

بشكل عام، يُعتبر فوز ممداني انقلاباً ثقافياً وسياسياً في صورة القيادة السياسية الأميركية، ويشير إلى وجود تحوّل أعمق في الوعي الغربي تجاه قضايا العدالة والمساواة، سواء على صعيد دعم الطبقات الفقيرة، أو على الصعيد العالمي لناحية مساندة القضية الفلسطينية

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ربيع الأقليات وخطره

فؤاد البطاينة  استخدام العدو للاقليات من اثنية وطائفية وغيرها كوسيلة استراتيجية لتحطيم وتفتيت وإفشال اقطارنا العربية وشعوبنا من الداخل وبأيدينا، يتصاعد تحت عنوان مشكلة حقوق ...