آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية: الحقيقة المزعجة خلف المسكنات

الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية: الحقيقة المزعجة خلف المسكنات

قد يبدو غريباً أن مسكنات الألم نفسها قد تكون السبب في الصداع المستمر الذي يعاني منه بعض الأشخاص. هذه الظاهرة الطبية، المعروفة باسم الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية (Medication Overuse Headache)، موثقة جيداً، ولكن الخبر المطمئن هو أنها غالباً قابلة للعلاج عند التشخيص المبكر.

الصداع: معظم الحالات ليست خطيرة

على الرغم من المخاوف الشائعة من الإصابة بأورام الدماغ، تشير الدراسات إلى أن أقل من 1% من حالات الصداع تعود إلى أسباب خطيرة. ومعظم الصداع حميد، لكنه قد يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية، ويستدعي رعاية مناسبة.

لتحديد سبب الصداع بدقة، يقوم الطبيب العام بدور المحقق: التاريخ الطبي المفصل والفحص السريري هما الخطوة الأولى، وقد يتطلب الأمر إحالة إلى اختصاصي في بعض الحالات. التحدي يكمن في معرفة ما إذا كان الصداع حميداً أم مؤشراً لمشكلة صحية خطيرة.

متى يتحول الصداع إلى مشكلة بسبب الأدوية؟

غالباً ما يظهر الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية لدى الأشخاص الذين يستخدمون مسكنات الألم بانتظام لأكثر من ثلاثة أشهر، سواء كان السبب صداع نصفي، صداع التوتر، أو آلام أخرى مثل آلام الظهر والمفاصل. يمكن أن يحدث عند استخدام مسكنات متعددة، وغالباً بجرعات متزايدة، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من الألم والاستخدام المتكرر للدواء.

تشير الدراسات إلى أن هذه الحالة تصيب نحو 1–2% من الناس، وأكثر شيوعاً بين النساء بثلاث إلى أربع مرات.

الأدوية المسببة للصداع

ليست المسكنات القوية القائمة على المواد الأفيونية وحدها هي المسببة؛ فحتى الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين) قد تؤدي إلى الصداع المزمن عند الإفراط في استخدامها. بعض الأدوية تحتوي على مزيج من الباراسيتامول والمواد الأفيونية، مثل الكوكودامول، ما يزيد من خطر الصداع.

بالإضافة إلى ذلك، التريبتانات، المستخدمة لوقف نوبات الصداع النصفي، يمكن أن تسبب الصداع نفسه إذا تم تناولها بشكل مفرط.

جرعات حرجة

الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: الصداع قد يظهر إذا تم تناولها 15 يوماً أو أكثر شهرياً.

المواد الأفيونية: قد يظهر الصداع مع استخدام أقل تواتراً، أحياناً بعد 10 أيام فقط شهرياً.

العلاج: التوقف التدريجي تحت إشراف طبي

غالباً ما يكون التحدي الأكبر أن يدرك المرضى أن دواءهم هو سبب المشكلة. العلاج يعتمد على التوقف التدريجي عن تناول الدواء، تحت إشراف الطبيب، حتى الوصول إلى التوقف التام.

قد يبدو الأمر محيراً للمرضى الذين يتوقعون أن تخفف المسكنات من الألم، ويخشى البعض من تفاقم الصداع أثناء تقليل الجرعة. لذا، التعاون الوثيق مع الطبيب أساسي لمراقبة التقدم ووضع خطة علاجية فعّالة.

نصائح للمرضى

إذا كنت تعاني من صداع أكثر من 15 يوماً في الشهر، فراجع طبيبك العام.

الاحتفاظ بـ مذكرات يومية للصداع يسهل على الطبيب تتبع الأنماط وتحديد السبب.

لا تتردد في مناقشة أي دواء تستخدمه بانتظام، حتى لو كان يُصرف بدون وصفة طبية.

في كثير من الحالات، يكتشف المرضى فقط بعد التوقف عن الأدوية أن مسكناتهم كانت تغذي ألمهم بدلاً من تخفيفه، ما يوضح أهمية التشخيص الصحيح والوعي بالعلاقة بين الأدوية والصداع.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الصحة يلتقي منتجي الأدوية: بحث تطوير صناعة الدواء السوري وتعزيز قدراتها التنافسية محلياً ودولياً

  التقى وزير الصحة الدكتور “مصعب العلي” اليوم عدداً من منتجي الأدوية، لبحث سبل تطوير الصناعة الدوائية وتعزيز قدراتها التنافسية محلياً ودولياً. وأكد خلال اللقاء ...