آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » إمّعات” إدارية !

إمّعات” إدارية !

بقلم: هني الحمدان
كثيرة هي الفرص الضائعة سواء على الصعيد الإداري أو في الشأن الاقتصادي ومناحيه وتشعباته. وهي فرص فوّتت منافع عديدة على نمو الاقتصاد ، وعلى واقع المواطن على حد سواء ،وقد يكون مرد ذلك إلى عدم أهلية من بيده سلطة القرار ، لجهة إسناد المهام الإدارية والمسؤوليات لأشخاص غير أكفاء ولا يتمتعون بأي ميزة تفاضلية عن غيرهم سوى بالواسطة ومعرفة أشخاص في مواقع مسؤولة ونافذة ،يستقدمونهم على أنهم ” سوبرماناتهم ” ولهم من المؤهلات مايجعلهم بهذا الموقع ،وهم في الحقيقة والواقع براء منها ، فارغون وسطحيون وقد ينزلون إلى مستوى أدنى من ذلك ، يلاحقون موظفاً ” غلباناً” ، أو تعجبهم عيون زرقاء أو خضراء لموظفة، ميزتها الوحيدة أنها بنت أصل وذات تربية ،وتمتاز بالمهنية والإخلاص بالعمل ،فقط لكونها لاتجيد إلا المنطق ،ولا تقترب لـ”طقّ الحنك” ، فتنال العقوبة ،وتصير بجرة قلم ” لا تنفع “!
مثل هؤلاء ” الإمعات ” الصغار لا يستحقون أن تسند لهم أي وظيفة إدارية. هم انتهازيون ومرضى من الداخل، والواجب عليهم البحث عن شفاء لمحنتهم وعقدهم مع الآخرين والمحيطين بهم .
لا نودّ الدخول في تفاصيل أكثر دقة وتشريحاً ، بل نقول : إن قسماً من مشكلاتنا الإدارية والتخبطات الحاصلة من وراء تكليف المهام لأشخاص نزلوا ” بالبراشوت ” وتناسى من يقف وراءهم أنهم أبعد كل البعد عن أي مفاهيم إدارية في حسن القيادة ، وقسم منهم تم لفظه ووقع في شر أفكاره العفنة ..!
فوات الفرص ليس فقط في الوهن الحاصل بالشق الإداري ، فهناك عدم الاستغلال الأمثل للموارد والطاقات البشرية والتجهيزات المتوافرة في شركاتنا ومؤسساتنا ، فالإدارة الاقتصادية الناجحة هي ” الدينمو” الأساس في قلب المعادلات الإنتاجية وتذليل الصعوبات إلى حلول سهلة خروجاً من نمطية المتَّبع والسائد.
لم ننجح حتى الآن في الاستفادة من أشعة الشمس اللاهبة لتوفير قسط يمكّن بعض المؤسسات أن تضيء مكاتب موظفيها ،والأدراج والساحات،ولا ندخل في عجز وتعاجز جهات الإدارة المحلية عن فك طلاسم ظلمة الشوارع الحالكة …!
عديدة هي الفرص الضائعة والتي إن تم استغلالها ستعطي ثماراً تسهم في حل بعض التحديات الثقيلة. فإلى متى سنبقى ندفع فاتورة سوء التقدير والتخطيط ، والغباء الإداري ،والاستماع إلى آراء فردية؟. والمؤسف أن وقت اللجوء إلى الخيار الصائب يكون قد ولّى إلى غير رجعة …!
التأخير في اتخاذ القرار المناسب سيكون له تداعيات سيئة على العلاج ،وهو ماقد ضيّع و يضيع فرصاً عديدة ..!
(سيرياهوم نيوز-تشرين5-9-2020)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في ذكرى الجلاء.. فارس الخوري..شخصية سورية ترفع لها القبعة..

        انه الأستاذ الجامعي الذي قبّل يدَ تلميذه المُلَوّثة بالفحم وهو رئيس مجلس الأمن الدولي عام1947 وأول ممثل دائم لسوريا في الأمم ...