آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » التربية فن ومسؤولية

التربية فن ومسؤولية

علاء الدين محمد:

لكل زمن معطياته ونحن أحوج ما نكون الآن لجيل بناء واع متماسك لمواجهة كل التحديات والضغوطات داخلية كانت أم خارجية. وباعتبار التربية تتركز على مرحلة الطفولة المبكرة من هم في سن الولادة إلى الست سنوات، فقد وجب أن نوليها الاهتمام الكافي كونها المرحلة الأساسية في تكوين مدارك الطفل وتحدد طريقة تعاطيه مع الأشخاص والأحداث من حوله، نجد أنه من أسوأ وأهم العادات التي يجب الانتباه إليها جيداً هي متابعة الرسوم والأفلام المتحركة وما شابه.. وبغض النظر عن بعض الإيجابيات التي تحملها إلأ أنها تحمل في طياتها سلبيات كثيرة عند إدمانها متحولة إلى كوارث تربوية منها أنها تؤدي إلى تسطح عقل الطفل بمعنى عدم قدرته على الابتكار حيث يمثل الطفل في تلك المرحلة صفحة بيصاء جاهزة لتلقي المعلومات الخارجية مكونة اتجاهاً معيناً حيث تقدم برامج غير مدروسة تبثها محطات خارجية بقصد أو دون قصد.
فضلاً عن أنها تنمي العنف والعدوانية من خلال تقمص الشخصيات القوية كون الطفل يميل للتقليد.. كما أنها تولد شروداً في الذهن وميلاً إلى الانعزال والعيش في عالم الخيال بعيداً عن الواقع، ما يسبب تخبطاً في تفكير الطفل وإلهائه عن القيام بأدنى واجباته الحياتية والمدرسية.. كما أن أغلب تلك البرامج العالمية خصوصاً تلك التي تقدم بلغة أجنبية أو بلهجات غريبة بعيداً عن لغتنا الأم الفصحى وما يتعلمه الطفل في المدرسة ما يولد لديه تناقضاً وتشتتاً ويبعده عن العادات والبيئة التي تربى بها ما يقلل ارتباطهم بالبيئة الأم .. ولعل من أسوأ العادات عندما تقوم الأم بترك طفلها مع جهاز الموبايل أو أمام الشاشة بقصد إسكاتهم عند التذمر دون رقابة منها لما يشاهد أو ما تعرضه تلك الشاشات .. فضلاً عما تفعله تلك البرامج من شرود للذهن.
بالإضافة إلى الكثير من السلبيات وخصوصاً على الصحة الجسدية بدءاً بالعين وليس انتهاء بهيكله الغض، لذا نرى أن من واجب الجميع بدءاً من الأسرة كرقابة ذاتية، إلى المدرسة وكافة الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرة والطفل، وجميع أشكال الإعلام المرئي والمسموع المتاح لدينا لاختيار الرسوم والأفلام التي تناسب عمره والتوجه الذي يحبذ اتباعه مستقبلاً، والعمل على وضع برامج ملائمة بشكل مدروس والمتابعة الدائمة لكل ما ينشر.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حكاية مغترب سوري في كندا  عن علاقة المغترب بوطنه الأم

  سعاد سليمان   علاقة المغترب بالوطن الأم – حكاية مغترب سوري في كندا : عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور جميل بدران المغترب الذي يعيش ...