الرئيسية » مجتمع » التكيف المجتمعي لمواجهة الصعوبات المعيشية

التكيف المجتمعي لمواجهة الصعوبات المعيشية

حسين صقر:
كلنا يعلم أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن باتت حملاً ثقيلاً لا يقوى على السير به، بعد أن أصبحت الفجوة كبيرة بين دخله والأسعار المرتفعة، ولكن سرعان ما يبحث الآباء عن طرق لمواجهة تلك الظروف.
ع. ح، موظف حكومي ٥٢ سنة، أب لثلاث بنات وولد، يضطر للعمل أكثر من ست عشرة ساعة يومياً، بالإضافة لراتب زوجته العاملة في أحد مشافي الدولة، حتى يستطيع تأمين الحد الأدنى لمتطلبات المنزل المؤلف من ستة أشخاص، ليتمكن من تغطية متطلبات الدراسة الجامعية والمدارس.
من جانبه إ..ص أب لأربعة أولاد ذكور أحدهم في الثانوية العامة، اضطر لاستلاف قرض من التأمينات الاجتماعية لأنه متقاعد ويعمل عملاً حراً، وذلك من أجل تأمين القرطاسية لأبنائه وبعض اللباس، ويأخذ أبناءه معه لمساعدته في أيام العطل ولو كان ذلك على حساب دراستهم، في الوقت الذي تقوم زوجته ببعض الأعمال في المنزل كالحياكة والشك وغير ذلك لمساعدة الزوج، بالإضافة للقيام بمهمات المنزل ومتطلبات الأولاد الكثيرة.
ص. ف وهو تاجر وليس صاحب مهنة حرة، أو دخل محدود ويشكو من ضيق الحال بعد أن تم رفع الدعم عنه، وأصبح مضطراً لشراء كل شيء بالسعر الحر، دون استثناء، فإذا كان هذا حاله فما بال محدودي الدخل إذاً، وحول هذا يقول تبقى ظروفي أفضل لكن هناك صعوبات وضغوط حياة نشعر بها جميعاً.

أبو حسان يعمل بتنجيد الأثاث ابن الخامسة والستين عاماً يخرج في الثامنة صباحاً إلى عمله ولا يعود منه قبل التاسعة مساء، وهو حالياً ليس صاحب العمل وإنما يعمل لحساب غيره، بعد أن كان يملك ورشة خاصة به، لكنه هجر منذ بداية الحرب العدوانية على سورية، واضطر للعمل لدى الغير حتى يكسب قوت يومه، ويقول إن كل ما يكسبه حالياً لا يغطي نفقات معيشة أسرته الصغيرة المؤلفة من ثلاثة أشخاص إضافة إلى أنه يعيل أسرة ابنته التي استشهد زوجها ولديها أربعة أولاد.
ما نود قوله هنا إن الظروف المعيشية الصعبة مهما كانت على غاية من التعقيد، لا تبرر الأفعال السيئة بالمطلق، ولكن هناك من يرتكب الجريمة والجنحة ويتسبب بأذية الآخرين نتيجة لقمة العيش، فالجار يعتدي على جاره، وسائق السرفيس على زميله في العمل، والموظف يغار من زميله، وهناك من يسرق ويرتكب الأفعال المشينة، وقبل أيام حدثت جريمة قتل في الحي الذي أقطنه نتيجة قيام أحدهم بسرقة محرك مياه كهربائي، وسمعت البعض يقول: إن ذلك حصل بدافع الحاجة..
ونحن نقول هل يمكن أن نعتبر الحاجة عذراً وذريعة للأفراد ليقوموا بأفعال مسيئة للمجتمع ولأنفسهم أيضاً؟ بالتأكيد الجواب لا.. ولا مبرر لأحد بالإقدام على مثل هذه الأفعال، لكن من الضروري التنبه إلى أن تزايد هذه الحالات بالمجتمع يستدعي العمل على الحد منها بمعالجة أسبابها والوقوف على واقع معيشة الشريحة الأوسع من المواطنين وتحسينه.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بزنس جديد بميزات جاذبة للاستثمار.. الريفيون يحتفون بموسم النباتات العطرية والطبية

من خيرات وأعشاب الأرض تستمر النساء الريفيات بمشاريعهن، وهنّ اللواتي آمنّ بما تنتجه الأرض، حيث ينتظرن بفارغ الصبر أزهار وأعشاب الربيع فيجمعونها بكل حب وعناية، ...