آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الحجر المعجزة .. والبداية الجديدة

الحجر المعجزة .. والبداية الجديدة

 لمى حمدان:

تتسارع الأيام وتجري كأنها على خط القطار السريع وتمضي كلمح البصر .. بعضها يحمل الشغف والباقي الكثير منها نعيشه في روتين ممل يجبرنا أحياناً على اتخاذ وضعية الصامت لما يجري حولنا دون رغبة لمحاولة تغييره .. لكن دائماً يحدث ما هو غير متوقع وليس بالحسبان.. حدث على بساطته قد يكون السبب في الانقلاب المفاجئ لهدأة الأيام وثباتها على مسار أحادي.. من هنا استوقفتني عبارة للكاتبة إليف شافاق في روايتها “قواعد العشق الأربعون” عن جلال الدين الرومي تقول: ” إرم حجراً في بحيرة ولن يكون تأثيره مرئياً فقط .. بل سيدوم فترة أطول بكثير إذ سيعكر صفو المياه الراكدة.. وبلمح البصر ستتسع تلك الدائرة التي أحدثها صوت سقوط الحجر حتى تظهر على سطح الماء الذي يشبه المرآة .. ولن تتوقف هذه الدائرة وتتلاشى إلا عندما تبلغ الدوائر الشاطئ.. فإذا سقط الحجر في البحيرة فلن تعود البحيرة ذاتها مرة أخرى..”
هكذا نحن .. ثمة كنز ثمين وحيز جميل يقبع داخل كل منا قد نكون نحن أنفسنا لا نعلم بوجوده بعد.. وهو ينتظر من يلقي ذاك الحجر داخلنا ليوقظه ليصبح مرئيا لذاتنا قبل الآخرين.. قد يكون هذا الحجر على هيئة صدفة.. لقاء عابر.. شخص ما .. عمل جديد .. كلمة .. موقف معين … وبمجرد ظهور هذا الكنز الدفين داخلنا سيحرك ركود أيامنا والحقيقة أنها لن تعود إلى سكونها السابق أبداً.. وهنا تحدث النقلة النوعية والمثيرة في حياتنا .. ستنقلب الأحداث وتتغير الرغبات .. ففي حين كان الرجاء في أن يتسارع الزمن لتمضي معه الأيام بركودها ومللها .. يصبح الأمل في أن يقف القطار السريع عند هذه المحطة التي منها سننطلق إلى محطات أخرى أجمل وأروع تفتح أمامنا افاقا جديدة ومثيرة نثبت بها ذاتنا ونوصل معها رسالتنا التي خلقنا لأجلها ونترك البصمة التي تعبر عن ذاتنا ووجودنا ليعبر قطار العمر مزهواً بالألوان لا باهتاً لا روح فيه..
كذلك هم الأشخاص في حياتنا .. منهم من يمر مرور الكرام لا يترك اثرا أو حتى يضيف لونا إليها .. ” كالطفل الذي يقلّب صفحات كتاب مقتنعاً بأنه يقرأ ” .. ومنهم من تشرق معه أيام العمر ويضيف لأيامنا ألواناً لا متناهية تزيدها رونقاً وأملاً.. حباً ونجاحاً.. تقدماً وازدهاراً..
هي الحياة.. فيها الكثير من المفارقات منها السعيدة ومنها الحزينة التي تأتي بأشكال وهيئات مختلفة ترسم لمشوار حياتنا دروبا جديدة تتغير معها الأقدار وتنقلنا لواقع أجمل وتفتح لنا الفرص التي لم تكن على بال.. تكون بمثابة مرآة لذاتنا بصورة مغايرة لما عايشناه من قبل .. فكل سكون داخلنا .. يحتاج سقوط الحجر المعجزة ليوقظه.

سيرياهوم نيوز 6 الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن مسرحية معركة بدر بين أبي سفيان والنبي .. والمسرح الاسرائيلي الايراني

    نارام سرجون   أنا لاأصدق التاريخ وأعتبر أنه مليء بالطلاسم والألغاز والأكاذيب والتزوير .. ويستحق اي كشف تاريخي ان يجري صاحبه مثل ارخميدس ...