آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » العلامة د.أحمد عمران الزاوي : على الكلمة أن تحرر فكيها من لجام المصالح ونلتزم انتماءها الأصلي.. مصلحة الشعب

العلامة د.أحمد عمران الزاوي : على الكلمة أن تحرر فكيها من لجام المصالح ونلتزم انتماءها الأصلي.. مصلحة الشعب

*حاوره:هيثم يحيى محمد
10-10-2020
يعتبر العلامة الدكتور أحمد عمران )الزاوي( قامةً فكريةً وأدبيةً وقانونيةً واجتماعيةً.. ليس على صعيد محافظة طرطوس وحسب وإنما على صعيد سورية بالكامل..
فهذا )العلامة( الذي ولد )حسب تسجيله في تسجيلات النفوس( عام 1930 أعطى الكثير وقدم عصارة فكره مجتمعه ومهنته ووطنه من خلال كتابة ما يزيد عن 16 ألف صفحة صدرت جميعها ضمن كتب مميزة كماً ونوعاً ورسالة منذ عام 1993 وحتى الآن وشملت موضوعاتها كل مناحي الحياة بدءاً من القضايا الاجتماعية والتاريخية مروراً بالقضايا الوطنية والعربية..والصهيونية والعالمية وليس انتهاءً بالموضوعات الحضارية والفكرية، هذه القامة التي تحظى باحترام وتقدير كل من يعرفها أوتعامل ويتعامل معها أوقرأها مازالت تشكل مصدراً ثراً للمكتبة السورية وللباحثين والمهتمين والمتابعين وما زالت تشارك مشاركة فاعلة على النشاطات المختلفة التي تشهدها صالات بعض المراكز الثقافية في محافظة طرطوس وكان آخرها حفل التأبين الذي أقيم منذ أيام في ثقافي طرطوس بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل صديقه الأديب والصحفي والبرلماني الكبير عبد اللطيف يونس.
لن أطيل وتعالوا نقرأ تفاصيل الحوار الذي أجريناه معه في منزله بطرطوس. • ما أول كتاب صدر لك؟ •• أول كتاب لي صدر »الحقيقة الصعبة في الميزان« صدر عن مؤسسة الاعلمي في لبنان بعام 1993-

وفيه رد على كتاب »الحقيقة الصعبة« لمؤلفه »أبي موسى الحريري« الذي كان قد تهجم على النبي ونفى أميته واعتبره تلميذاً لورقة بن نوفل..
• إذاً لم تنشر أي كتاب قبل عام 1990؟
•• قبل ذلك الكتاب لم اصدر أي كتاب لأن وقتي قبل ذلك العام كان مزحوماً بمهنة المحاماة وأضابيرها ودفوعها والإصغاء طويلاً لهموم المراجعين وحينما برز ولدي عمران على صعيد هذه المهنة ألقيت على كاهله كثيراً من متاعبي المهنية وفضلت التقاعد والتفرغ لدراسة هموم أعمق وأكثر انتشاراً..
• وما المؤلفات التي صدرت بعد ذلك؟
•• في 1995 صدرلي كتابان »القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان«.. و»القرآن والمسيحية في الميزان«.. وفي سنة 996 صدر كتاب عن مفردات الفكر الشيعي.. وفي سنة 997 صدر كتابان »العدل الإلهي والتناسخ« و»العلاقة الجدلية بين التاريخ والطقوس المسيحية«.. وفي سنة 1998 صدر كتابان »كتاب مفتوح الى المواطن العربي« و»نضال المرأة في مواجهة التحدي«.. وفي سنة 1999 صدر كتاب »كلا لم يخرج العرب من التاريخ ولن يخرجوا منه«.. وفي سنة 2001 صدر كتابان »الفكر الصهيوني« و»قصة القرآن مع الدكتور شحرور«.. وفي سنة 2003 صدر كتابان »تاريخ العولمة وتعريفها وأهدافها« و»بؤس الحقيقة في أدب رشدي والعظم«.. وفي سنة 2004 صدرت ثلاثة كتب: »الالتقاء المسيحي الاسلامي بين الانصار والخصوم« و»كتاب مفتوح الى الاستاذ نبيل فياض« و»الصهيونية اليهودية والصهيونية السياسية«.. في عام 2006 صدر كتاب »الحضيض« جولة في تضاريس الفكر العربي.. في عام 2008 صدر كتابان »نديم محمد فارس لم يترجل« و»الصوفية بين الوهم والحقيقة«.. في عام 2009 صدرت ثلاثة كتب بعنوان »جولة في تاريخ القرآن« وهوتتبع للانحياز الذي طغى على كتاب نولدكه »تاريخ القرآن )1(«.. و»حوار مع الذات والقوى الخفية«.. في سنة 2011 صدرت أربعة كتب »الحضارة ابنة الإرادة وحفيدة الحاجة« و»المفهوم العلمي للحضارة« و»أحاديث وحوادث صحفية« و»الرد على المرتد«.. في سنة 2013 صدر كتاب »عالم الرجال وعالم الأطفال«..
• وما مشاريعك الجديدة؟
•• لا استطيع الجواب لأن ما كتبته حتى الآن وهويتجاوز ستة عشر الف صفحة مطبوعة لم يكن نتيجة
لتخطيط مسبق, بل كان عَفْوَ الخاطر ومجابهة لما يسقط على صدر الأمة من الصواعق السياسية والفكرية. • قلت في كتاب ألّفته منذ أعوام أن العرب لم يخرجوا من التاريخ.. ماذا تقول عن العرب اليوم بعد هذا
•• لم يقتصر كتابي الذي اصدرته في عام 1999 على أن العرب لم يخرجوا من التاريخ بل قدمت الكثير من الأدلة على أنهم لن يخرجوا منه.
وهنا أؤكد ما قلته سابقاً وأوضح: إن أمة طردت الصليبيين بعد مئتي عام من الاحتلال.. ودفعت بالحكم العثماني الى ما وراء طوروس بعد أكثر من أربعمائة سنة من الاستعمار المذل, ورفعت عن كاهلها استعمار الغرب.. وخاضت خلال ربع قرن عدداً من الحروب كان كل منها كافياً لإنهاء امة ومع هذا ظلت صامدة سليمة اللغة والانتماء والجغرافيا وظلت دوماً متحفَّزةً لرد العدوان.
هذه الأمة, هي أمتنا.. ويخطىء إلى حد التجنيِّ من يرى أن الحضيض الذي نحن فيه الآن هوخلود أبدي.. فالشاعر يقول:
ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع والحكمة العربية تقول: »كل حال يزول«.
فما من خلود للارتفاع ولا للانخفاض.. فالانخفاض يبتدئ من أقصى الارتفاع.. والارتفاع يبتدىء من أعمق الانخفاض.. ومثلما ارتفعنا من حضيض الصحراء حتى قبضنا على نواصي الأمم.. هكذا سوف تنخفض الى الحضيض أطماع الغير فينا ولوكانت اليوم بألق النجوم..
• كيف تنظر إلى الفكر التكفيري الذي ظهر على الأرض السورية والذي يزداد في المنطقة العربية والإقليمية بشكل عام؟ وهل ترى أنه قادر على الانتشار أكثر؟ وكيف يمكن التصدي له؟
•• هؤلاء الذين يكفرون الغير ويذبحون على الهوية أكثرهم- لسوء الحظ- يقولون: إنما يستندون الى السلف الإسلامي النظيف.
نقول لهم: هل ترون أن ما تفعلون, وتفتون به يتفق مع القرآن, الذي نرى فيه مجدنا الروحي.. أويتفق مع ما قاله أعظم البشر النبي محمد بن عبد اò ؟
يقول القرآن: »إن الذين آمنوا والذي هادوا والصائبين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن اò يفصل بينهم يوم القيامة إن اò على كل شيء شهيد« )الحج- 22/17(.​
الانحطاط الذي يمرون به الآن؟
أي: إن اò وحده, هوالذي يبين المحق من المبطل. ولا: يد سوى يده. ويقول النبي : »الخلق جميعا, عيال اò وأحبهم إليه أنفعهم لعياله«. والرسالة جاءت رحمة: »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين« )الانبياء- 21/107(..​ »وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً…« )الاحزاب- 33/45(.​ »قل يا أيها الناس إني رسول اò إليكم جميعاً…« )الاعراف- 7/158(.​ والذبح – وأنواع القتل الأخرى التي يعتمدون في ارتكابها على الإسلام ليست من الإسلام. فالإسلام آمن ويؤمن بما جاء في الكتاب. »من قتل نفساً بغير نفس أوفساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا….« )المائدة- 5/32(.​ »ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها…..« )الفساد- 4/93(.​ كذلك التمثيل في الجسد, حياً وميتاً.. نهى الرسول عنه فقال: »إياكم والمثلة ولوبالكلب العقود«.. • بماذا تردّ على من يتحدث بموضوع الأقلية والأكثرية الدينية في المجتمع السوري؟
•• إن ارتفاع العقيرة بالزيادة والأقلية الدينية هوضد المواطنة التي تجتمع تحت سقفها الأكثرية والأقلية حيث تسود القوانين والأنظمة والسلطات القضائية والتنفيذية على الجميع بمعزل عن العقائد والالتزامات الدينية.
فكتابنا يقول: »فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر« )الكهف- 18/29(.​
»لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي…« )البقرة- 2/256(.​
»من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون« )الروم-30/44(.​
ووثيقة المدنية- التي وضعها النبي لجميع من كان يسكن المدينة حين هاجر إليها من مهاجرين وأنصار ويهود ونصارى وسواهم تضمنت أن المواطنية هي الأساس الذي يقوم عليه المجتمع الإنساني فالمدينة
حلال لأهلها حرام لغيرهم. وفي وثيقة النبي مع نصارى نجران »لا يغير أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولا كاهن عن
كهانته, ولايحشرون ولا يُعشرون ولا يطأ أرضهم جيش« )تاريخ المدينة للمطري(.
والمحددات الجغرافية- الأوطان- في الشرق والغرب تضم العديد ممن يعتنقون مختلف الديانات ولكنهم جميعاً ينتمون الى وطن واحد ذي حدود وشرائع ودستور وقوانين وأنظمة, مدنية وعسكرية, تسري على الجميع دون استثناء.
إن هجران هذا النهج, السائد, هونشاز اجتماعي.. حذَّر منه القرآن وأوجب الحضور مع الزمن الحاضر.. فقال: »تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون« )البقرة- 2/134 و141(..​
وقال رابع الخلفاء الراشدين: »لا تقسروا أبناءكم على أخلاقكم فقد خلقوا لزمن غير زمنكم«. •هل ترى أن فرص بناء الدولة العلمانية في عالمنا العربي قد تراجعت في ضوء ما تشهده بلدانه من أحداث
نجمت عن ما يدعى )الربيع العربي(؟
•• لقد أوشكنا ان نضيع في متاهات هذه الكلمة »العلمانية« التي لا تنتمي الى اللغة العربية لذلك أظن أن المقصود هنا هونظام الحكم الذي يلزم رجال الدين بالابتعاد عن شؤون العباد فيما يتعلق بالقوانين والأنظمة وشؤون الاقتصاد والسياسة والثقافة وأن يتجمعوا تحت سقف العقائد والنصوص الدينية، دون تجاوز.. هذا المفهوم للعلمانية هوالمطلوب.. وهوالذي سوف يوصل إليه التطور الذي خلقه اò في الإنسان.
أما المصدات التي قامت وتقوم ضده فهي لن تدوم والكلمة الأخيرة للشعب الذي يرى كثيره أن مصالحه الحيوية تتحقق في ظل المواطنة بعيداً عن التعصب الطائفي.. أما كلمة الربيع, فهي تعبير خيِّر أريد به الشر.
نعم: ربيع عربي ولكن ليس للعرب بل للطامعين فيهم وأي ربيع أبهر للطامعين في البلاد العربية من أن تسود فيها الاقليمية والانتماءات المختلفة وأن يقدم بعض حكامها ظهورهم للامتطاء وأفواههم الى اللجام ؟
• وكيف تنظر إلى ما يجري في سورية منذ /26/ شهراً وحتى الآن؟ وإلى موقف الأدباء والمثقفين منها؟
•• ما يجري في سورية على مدى ستة وعشرين شهراً, – مع ما رافقه من قتل وهدم وتخريب لم يشهد له
وطننا مثيلاً- إنما هوضريبة تدفعها البلاد لكي تحظى بالهدوء والاستقرار.
ويفرض عليّ قلمي الآن أن أقول بجهارة, إن على الكلمة أن تحرر فكيها من لجام المصالح وأن لا تغادر انتماءها الأصلي للحق الذي هودائماً مصلحة الشعب »فأينما تكون المصلحة العامة يكون شرع اò ودينه« )ابن القيِّم الجوزية(.
• وما متطلبات الخروج الآمن من الأزمة السورية برأيك؟
•• الخروج من المضيق, الذي نحن فيه لا يكون إلا بانتهاج الكلمة الطيِّبة والفكر النظيف »أما الذين ظلموا
فسيعلمون أي منقلب ينقلبون« )الشعراء- 26/227(.​
***​
تكريم
1- اتحاد المحامين العرب في عيده الخمسين حيث احتفل فيه بدمشق وقدم له درع الاتحاد مع شهادة التقدير.
2- من الاتحاد العام للمؤلفين في اللغة العربية حيث صار منح »الدكتوراه« بعنوان »الإبداع في الإقناع« 3/2/1998.​
3- مجلة الثقافة لصاحبها الاستاذ مدحت عكاش في دمشق حيث أقامت حفل التكريم في طرطوس بالمركز الثقافي بعام 1998.​
4- ثم تلا ذلك بعد سنة شهادة من الاتحاد: »بالبلاغة في التعبير« 1999.​ 5- تكريم من اتحاد الكتاب العرب في عام 2003.​
6- منحة شهادة من الجامعة الخاصة لصاحبها الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني 17/2/2004.​
7- فرع نقابة المحامين بطرطوس ممثلاً برئيس الفرع آنذاك ولده المحامي عمران عمران. 1/12/2004.​ 8- محافظة طرطوس ممثلة بمحافظها المرحوم )د: وهيب زين الدين( عام 2008.​ 9- وزارة الثقافة حيث أقيم حفل التكريم في طرطوس من خلال مهرجان عمريت2009.​ 10 – شهادة تقدير من وزارة الأوقاف 2013.​
(سيرياهوم نيوز-الثورة5-6-2013ونعيد النشر بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل العلامة الدكتور أحمد عمران الزاوي)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

“هذيان” الكاتب علي صقر والممثل مصطفى السليم على مسرح طرطوس القومي في اليوم العالمي للمسرح

  سعاد سليمان “هذيان .. فتحة ، ضمة ، كسرة” ..عنوان المسرحية التي بدأ عرضها يوم أمس الاربعاء ٢٧ الجاري على مسرح طرطوس القومي فكان ...