الرئيسية » ثقافة وفن » الكتاب الإلكتروني) يلقى رواجاً على حساب نظيره الورقي في ظل جائحة كورونا

الكتاب الإلكتروني) يلقى رواجاً على حساب نظيره الورقي في ظل جائحة كورونا

2020-08-23

دمشق-نور يوسف

أرخت جائحة كورونا بظلالها على معظم القطاعات والعادات الاجتماعية والثقافية ومنها ظاهرة قراءة “الكتاب الورقي” التي شهدت تراجعاً على حساب تنامي قراءة “الكتاب الالكتروني” وخصوصاً مع فترة الحجر المنزلي الطويلة جراء انتشار فيروس كورونا.

الناشرون فضلوا مؤخراً العمل الرقمي وفق تصريح رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم الحافظ لـ سانا لأن جائحة كورونا أثرت بشكل مباشر في إقبال الناس على المكتبات والكتب الورقية ما تطلب إيجاد حلول لهذه المشكلة كتوصيل الكتاب إلى القارئ مباشرة مع الالتزام بالإجراءات الوقائية أو بثه إلكترونياً وقال لذلك فإن معظم الناشرين اليوم قاموا بالنشر الرقمي سواء كان “صوتياً أو فيلمياً أو “بي دي أف” للكتب والروايات.

وبالرغم من تأثر صناعة وترويج النشر بفعل ظروف الحرب ووباء كورونا في سورية إلا أن ذلك لم يمنع الناشرين السوريين من التواجد خلال السنوات الماضية بالمحافل الثقافية ومعارض الكتاب العربية رغم قلتها حيث قال الحافظ “إقامة المعارض هي السبيل للترويج للكتاب ولذا فإن قلة عدد القراء في الوطن العربي تعود لقلة عدد المعارض”.

الاحتفاظ بشعور النكهة الخاصة عند القراءة من أوراق الكتاب مباشرة لم يمنع الكتاب الإلكتروني من فرض نفسه بقوة وفق السيدة ناديا سليم مترجمة لغة إنكليزية حيث قالت خلال رصد سانا آراء عدد من القراء “الظروف الخاصة التي فرضتها جائحة كورونا اضطرتني لقراءة الكتب عن طريق الإنترنت” فيما أصر بشار الزعوري مدير شركة على أن الكتب الورقية تمتلك حساً خاصاً يدفعه لمتابعة القراءة دون ملل رغم قراءته بعض الكتب الإلكترونية خلال الأيام الحالية.

ومع كثرة ميزات الكتاب الإلكتروني ما تزال المتعة التي يحققها الكتاب الورقي تظهر في أحاديث قرائه ومنهم منتجب الدين الخطيب موظف إداري الذي قال “رائحة الورق وصوت تقليب الصفحات تشكل جزءاً من متعتي عند القراءة.. للكتاب الورقي سحر وملمس لا تمتلكه الكتب الإلكترونية” مبيناً أن عزوف الكثير عن القراءة في الوقت الحالي يعود إلى وجود أولويات أخرى يسعى المواطن السوري لتأمينها وأن ميزة الكتب الإلكترونية هي سهولة الحصول عليها وقراءتها في أي مكان كما أنها لا تحتاج لمكتبة ضمن المنزل.

الصعوبات التي واجهت دور النشر على مدى السنوات الماضية لعبت دوراً أيضاً في ترجيح كفة الكتاب الإلكتروني وفق الدكتور أحمد شقير المدير العلمي لدار القدس للعلوم الطبية والترجمة مبيناً أن الحرب الإرهابية على سورية أدت إلى توقف العديد من دور النشر بسبب قلة المبيعات وزيادة الضغط على المطابع المتبقية وبالتالي اللجوء للكتب الإلكترونية.

بعض الآثار السلبية رافقت انتشار الكتاب الإلكتروني حسب رأي ابتسام حلال أمينة سر في دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر معتبرة أهمها ضياع حق المؤلف ودار النشر التي أنفقت الكثير من الأموال في طباعة الكتاب مبينة أن إلغاء الكثير من المعارض المحلية والعربية هذا العام أيضاً بسبب انتشار فيروس كورونا أثر سلباً على المبيعات وألحق خسائر بدور النشر.

الأوضاع المختلفة في أي مجتمع تلعب بشكل مباشر أو غير مباشر دوراً كبيراً في ترويج الكتاب وإقبال الناس عليه وفق رأي الناشرين والمؤلفين إلا أنه مهما حدث يبقى الكتاب بنوعيه الورقي والإلكتروني مطلوباً لما فيه من فائدة ولا سيما خلال نشأة الطفل وبداية تشكل وعيه ولذلك فإن الدور يعول دائماً على التربية والتنشئة إلى جانب وسائل الإعلام في تنمية ثقافة القراءة لدى أفراد المجتمع.

(سيرياهوم نيوز-سانا)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

روائي القدر والمصادفات وعوالم نيويورك السفليّة: بول أوستر يعلن «انسحابه الأقصى من العالم»

أحمد دقة   في الأول من أيار (مايو)، انطفأ الشاعر والقاصّ والسيناريست والروائي الأميركي الذي اشتهر بعوالمه النيويوركية التي تسكنها شخصيّات هامشية وتائهة وبانشغالاته وتأمّلاته ...