آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » الهدنة في غزة.. آفاقها وانعكاسها على الجبهات الأخرى المشتعلة

الهدنة في غزة.. آفاقها وانعكاسها على الجبهات الأخرى المشتعلة

كثير من التساؤلات طرحت في الأيام الماضية حول مرحلة الهدنة وما بعدها في قطاع غزة. خصوصاً وأن الاحتلال الإسرائيلي معروف بخرقه للقواعد والاتفاقيات. فماذا بعد هذه المرحلة وكيف ستنعكس على الجبهات الأخرى المشتعلة.

بُعيْد التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة في غزة يومين إضافيين، وفق الشروط السابقة نفسها، بالتنسيق مع قطر ومصر، خرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الهدنة مجدداً، حيث أطلقت الرصاص في شمالي القطاع، ولا سيما في حي الشيخ رضوان.

وعلى الرغم من أنّ الهدنة الموقتة تشمل التزام الاحتلال “بعدم اعتقال أحد أو التعرض له في كل مناطق القطاع، وضمان حرية حركة الناس على طول شارع صلاح الدين”، بحسب ما أعلنت حركة حماس، عمد الاحتلال إلى اعتقال شبان مهدّداً إياهم بإطلاق النار عليهم.

كثير من التساؤلات طرحت في الأيام الماضية حول مرحلة الهدنة وما بعدها في قطاع غزة. خصوصاً وأن الاحتلال الإسرائيلي معروف بخرقه للقواعد والاتفاقيات. فماذا بعد هذه المرحلة وكيف ستنعكس على الجبهات الأخرى المشتعلة.

هدنة واستعراض إسرائيلي

إعلام إسرائيلي تحدث عن مخاوف من الهدنة المعلنة وذلك بسبب ما وصفه بـ” الخوف من تراجع همة” جنود “إسرائيل” على القتال، لذلك يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يحافظ على ما تبقى من صورته التي كسرت شمالاً وجنوباً، وفق ما ذكرت التقارير.

وفيما يخص الأيام التي ستلي الهدنة والحاجة الإسرائيلية إليها، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة للميادين نت، إن هناك إشارات عديدة أظهرت الرغبة الإسرائيلية في التمديد قبل حتى البدء في  الصفقة، وذلك حين أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أسماء ما يقارب 300 اسم من أسماء الأسرى الفلسطنينين وهي خطوة تمهيدية للمرحلة التالية.

“إسرائيل” ستذهب في خطوة ما، بحسب المحلل، إلى الخطوات الاستعراضية فقط، أي المواجهة الاستعراضية التي يكون فيها قوة السلاح الجوي بشكل أساسي مع بعض الحركات الاستعراضية دخول هنا وهناك براً، وذلك بهدف خفض شروط المقاومة فيما يخص ملف الأسرى تحديداً لأنه سيكون مركز الفعل هو هذا الملف.

وبحسب هلسة، فإن المرحلة القادمة من هذه المفاوضات ستكون الأشق لأن المقاومة تطالب بثمن أعلى وهذا ما يسمى بالتفاوض بالنار، وستحاول “إسرائيل” الإيغال بالدم من أجل الضغط على المقاومة.

الهدنة ربما تصمد لأيام قليلة قادمة، بحسب هلسة، “لكن سيرافقها فترات متقطعة من إطلاق النار وسيتدخل الوسطاء الضامنون للهدنة كما تدخلوا في الفترة الماضية”.

وستتدخل الولايات المتحدة، وفقاً له، التي تريد لهذه الحرب أن تنتهي عند هذه النقطة لأن الضرر بدأ ينعكس على الولايات المتحدة، وتحديداً في موضوع الانتخابات بحسب استطلاعات الرأي  الأميركية وتراجع شعبية الرئيس الأميركي جو  بايدن.

وفي هذا الإطار، رأى محلل الميادين للشؤون الفلسطينية  عبد الرحمن نصار أنّ احتمالية تمديد التهدئة عالية، مقارنة بالمطلب الأميركي على وجه التحديد والمطلب الإقليمي، لأنهم محرجين أمام الرأي العام العالمي الذي خرج بتظاهرات حاشدة دعماً لفلسطين لأول مرة في التاريخ.

الهدنة حاجة أميركية_إسرائيلية وليس رغبة

وأيضاً، وفقاً لهلسة، ظهرت إشارات في الرغبة الإسرائيلية في تمديد الهدنة من خلال ما ورد على لسان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو  وعلى لسان أكثر من طرف إسرائيلي، حيث أبدوا استعدادهم لتمديد الهدنة إلى أيام أخرى  واشترطوا  عن كل يوم 10 أسرى.

ومن خلال ما ورد على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن وبعض المسؤولين الأميركيين، فإن التمديد، وفقاً لهلسة، أصبح “حاجة إسرائيلية أميركية وليس رغبة”.

ورداً على سؤال هل ستقود خطوة تمديد الهدنة إلى هدنة طويلة الأمد، قال هلسة في هذا السياق: “اعتقد أن هناك مساران المسار الأول إما العودة إلى المواجهة بشقها الثاني أي توغل أكثر ومجازر أكثر أو هدنة مفتوحة يتخللها خرق”.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وضع 3 أهداف أراد تحقيقها داخل غزة منها وأهمها “القضاء على حركة حماس”، وهذا ما ظهر من خلال التصريحات الإسرائيلية.

ولكن قراءة المشهد الإسرائيلي الداخلي تحديداً، بحسب الهلسة، لا يشير إلى أن “إسرائيل” قد تذهب إلى هذه المواجهة بمفهومها الشامل كما حصل في المرحلة الأولى، وذلك لاعتبارات عدة. جزء كبير منها يتعلق بالداخل الإسرائيلي وبالجبهة الداخلية الإسرائيلية وتفككها وانصرافها عن الأهداف الكبيرة التي وضعتها  “إسرائيل”  واعتقادها وقناعتها بأنه لم يعد بالإمكان تحقيق هذه الأهداف الكبيرة، وفقاً لما قاله الخبير في الشؤون الإسرائيلية.

 

لذلك، وفقاً له، نرى أن الشعارات الإسرائيلية تغيرت على المستوى الداخلي الإسرائيلي من رفض الهدنة ورفض وقف إطلاق النار ورفض عقد الصفقة إلى المطالبة بالإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين.

الجدير ذكره أن هذا الملف، أصبح محط اهتمام في الداخل الإسرائيلي. وبحسب المحلل فإن المستوى السياسي الإسرائيلي ونتنياهو شخصياً سيستثمر هذا الإجماع الداخلي حول هذا الملف ليهرب من الذهاب إلى مواجهة  كبيرة يعلم بأنه سيفشل فيها. خصوصاً وأن الداخل الإسرائيلي يحمل الكثير من الأعباء الاقتصادية إضافة إلى حالة الانهيار الداخلي التي يعيشها الكيان، والخسائر العسكرية البشرية واللوجستية خلال هذه الحرب.

خوف إسرائيلي من الجبهات المشتعلة

في المرحلة الأولى، بحسب هلسة، “إسرائيل” كان تحظى بغطاء دولي على سلوكها وجرائمها في غزة، اليوم إذا أرادت أن تذهب إلى المرحلة الثانية فسيكون هناك انكشاف للغطاء الدولي وانفضاضه عنها وتحديداً داخل الإدارة الأميركية. وبحسب المحلل، أصبحنا نسمع اليوم أصوات أميركية كثيرة تطالب بوقف القتل والجرائم الإسرائيلية.

ومن سلسلة المواضيع التي تمنع الاحتلال وتعيقه أيضاً،  هو أنه عندما بدأت “إسرائيل” المرحلة الأولى من الحرب لم تكن هناك اشتباكات على الحدود شمالي فلسطين المحتلة مع المقاومة الإسلامية في لبنان، ولم يكن هناك تدخل لأي طرف من أطراف المحور إن كان في اليمن أو العراق، وحالة المشاغلة التي تجري من إطلاق صواريخ ومسيرات واحتجاز السفن  الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، قال المحلل إن هناك خوف إسرائيلي من الجبهات والساحات المشتعلة، وكل ذلك تأخذه المؤسسة العسكرية بالحسبان وتخاف منه وتخشاه.

هذا إضافة إلى الخوف من الاختراق الذي حصل في عملية “طوفان الأقصى” وتداعياته التي ما زالت مستمر. صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية كشفت تفاصيلاً جديدة للإخفاق الأمني الإسرائيلي الذي أوضحه “طوفان الأقصى”. وشددت على انهيار وفشل كل التقديرات والمعلومات التي كانت قدمتها الجهات الأمنية الإسرائيلية بأنّ حركة حماس “ليس لديها مصلحة في مواجهة واسعة مقبلة”.

 

وفيما يخص المصلحة الفلسطينية من تمديد الهدنة، رأى محلل الميادين للشؤون الفلسطينية عبد الرحمن نصار، أنه لاشك بأن تمديد التهدئة هو مصلحة فلسطينية أكثر ما هي إسرائيلية لأن الإسرائيلي من جهة جنوده لديهم مشاكل بوجودهم بلا قتال لذلك يجعلهم مكشوفين أكثر استخباراتياً، ومن جهة أخرى دافعيتهم للقتال ستتراجع طبعاً.

وأضاف أنه عندما تأخروا بالعملية البرية كانت دافعيتهم للقتال تنخفض تدريجياً، فكيف سيكون الحال عندما يكونون في قلب الميدان وبدون قتال لمدة 10 أيام كيف سيكون الحال؟.

لهذا السبب، بحسب نصار، فإن المصلحة الاسرائيلية الوحيدة هي إخراج أكبر عدد من أسراهم وذلك خوفاً من الضغط الداخلي، فموت الجنود في غزة أهون بكثير من ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين على حكومة نتنياهو.

كيف تنعكس الهدنة على جبهة جنوب لبنان؟

هذا بالإضافة إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، حيث استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان_حزب الله مواقع الاحتلال الإسرائيلي وتحشيداته العسكرية على طول الحدود اللبنانية_الفلسطينية المحتلة، لهذا السبب هناك تساؤلات حول هذه الجبهة المشتعلة في ظل الهدنة المتفق عليها، وانعكاساتها عليها.

ورداً على سؤال كيف ستنعكس الهدنة على الجبهة في لاجنوب لبنان، قال شارل أبي نادر، محلل الميادين للشؤون العسكرية، إن هناك ارتباط مباشر بين الجبهات، وتحديداً في جنوب لبنان، مضيفاً أن الجبهة في لبنان بالأساس فتحت وتصعدت وتصاعدت وتيرتها انطلاقاً من مناورة الضغط على “إسرائيل” من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، وهذا كان أساس فتح الجبهة اللبنانية وتصعيد حزب الله هناك.

ومن خلال الضغط على الاحتلال الإسرائيلي ودعم ومساندة الفلسطينيين في معركتهم دخلت المقاومة، بحسب أبي نادر على الخط، ولذلك هذا الارتباط هو مباشر.

وبمجرد أن هناك تهدئة ووقف إطلاق نار أو امتداد للتهدئة أو تسوية معينة في غزة، فالجبهة الشمالية، بحسب أبي نادر، ستلتزم بالخط الذي تسير فيه المقاومة الفلسطينية.

وإذا رأت المقاومة اللبنانية، وفقاً للمحلل العسكري، أن هناك خداع إسرائيلي أو تهديدات إسرائيلية وهي تناقض بنود الهدنة، طبعاً سيكون للمقاومة في لبنان مواقف تصعيدية، بطبيعة الحال.

 

 

سيرياهوم نيوز٣_الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اغتيال قائد بارز في “حزب الله” يُلهب الحدود الإسرائيلية–اللبنانية.. قصف متبادل وتصعيد ساخن وصافرات الإنذار لا تتوقف

ألهب إعلان إسرائيل اغتيالها قائدا في “حزب الله” بمنطقة صور بجنوب لبنان، الأوضاع على الحدود بين الطرفين. وذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أن عدة مناطق ...