آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ذهب الحمار الديمقراطي بواشنطن.. فما (عادت أميركا)

ذهب الحمار الديمقراطي بواشنطن.. فما (عادت أميركا)

عزة شتيوي
لم يرم الرئيس الأميركي جو بايدن حجراً فقط في بئر الخلافات العميقة مع موسكو كما هي العادة الأميركية.. الرجل نزل كله إلى قاع البئر بدلو التصريحات التي انخفض به إلى مستوى الشتائم بحق الرئيس فلاديمير بوتين… وراح يصيح من صدى الإعلام لست (نادماً) في محاولة للتهرب من لوم كل الذين يجدون في بايدن نسخة ديمقراطية سيئة جداً عن ترامب الجمهوري في تهوره أضيف إليها برنامج حقد (الحمار الديمقراطي) كله على روسيا بشكل عام والرئيس بوتين شخصيا…
ولكن هل هي لحظة انفعالية فقد فيها بايدن صاحب مشروع العودة الأميركية على بساط الدبلوماسية- أعصابه أما أنها أي الشتائم تكتيك محفوف بالمخاطر كما وصفتها الصحف الغربية؟.
في كلا الحالتين لم يخرج بايدن خارج نص القوى التي أوصلته للسلطة والتي تشكل الدولة العميقة في أميركا بوجهها الليبرالي المتطرف.. والتي طالما حاولت أن تصنع من روسيا في أذهان الرأي العام الأميركي صورة عدو يجب تحطيمه.. فالخلاف بين أميركا وروسيا ليس في ساحة المنافسات العسكرية والاقتصادية بل هو صراع فكري يشبه حكاية وجودية بين الشر والخير وتفاحة الشيطان!! ويبدو أن بايدن استعجل كثيراً في التهام التفاحة الليبرالية بأكملها وبشراهة ودفعة واحدة.
فبايدن بأقل من ستين يوماً صعد إلى شجرة العدوان على سورية وهوى إلى قاع الخلاف مع موسكو.
وربما تكون دعوة بوتين للرئيس الأميركي الجديد بالحديث المباشر وعلناً مع التمنيات له بالشفاء إشارة لمرض هوس الليبرالية الذي يعانيه الرؤساء الأميركيون والذي يغلف عجزهم عن مواجهة صعود القطبين الروسي والصيني مقابل تدهور قطبيتهم خاصة أن الشتيمة السياسية تعبر عن إفلاس صاحبها في توجيه نقد علمي لخصومه كما قال لينين.
الاستخبارات الأميركية في تقريرها عن تورط موسكو بالانتخابات أسمعت الإدارة الأميركية ما كانت تريد أن تسمعه أساساً وبايدن فتح أبواب الرياح السياسية العاصفة مع موسكو والتي خلعت عن واشنطن بذتها وربطة العنق الدبلوماسية التي حاول الرئيس الديمقراطي الجديد ارتداءها في خطاباته عن عودة أميركا.. فذهب (الحمار الديمقراطي) بواشنطن للمواجهة مع روسيا إلى أشدها فلا عاد إلى السياسة والدبلوماسية التي وعد بها ولا عادت أميركا
(سيرياهوم نيوز-الثورة21-3-2021)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

ماذا وراء سحب الإدارة الأمريكية مشروع قانون مناهضة التطبيع مع سورية؟.

    أحمد رفعت يوسف   بشكل مفاجئ، وغير متوقع، سحب الرئيس الأميركي جو بايدن، قانون “مناهضة التطبيع مع النظام السوري” من التداول، وجمد إجراءات ...