آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » غزة تصلب من جديد…(1)

غزة تصلب من جديد…(1)

 

بقلم:باسل علي الخطيب

 

تقول الإحصائيات أن عدد الأسود على سطح الأرض قد تقلص إلى عشرين ألف فقط، الاحصائيات إياها تخبرنا، أن عديد الضباع قد زاد وصار يقارب الخمسة ملايين…

يسأل أحدهم: وماذا عن الكلاب؟….

يخبرك تركي آل الشيخ أن أحوالها تزدهر، كيف لا، وهناك في تلك المملكة تقام الآن أكبر مسابقة للكلاب على مستوى العالم….

كل ذلك يحصل على مرمى حجر من الحرمين، البعض يقول على مرمى صرخة من غزة….

تلك الاحصائيات أعلاه ليست مجرد ارقام، ولم نوردها لكم من مبدأ (أضف إلى معلوماتك)….

 

هل تعرفون أنه في مصارعة الثيران الإسبانية إذا حصل و نجا أحد الثيران من الموت في الحلبة، لا تتم إعادته إلى الحلبة مرة أخرى ليواجه ماتادوراً أخراً، و السبب أن ذاكرة الثيران قوية وتتذكر ماواجهته، أي أنها تتعلم، و بالتالي ستكون المهمة على الماتادور الثاني أصعب، بسبب ما اختزنه الثور في ذاكرته من تعلم من الجولة السابقة….

ترى من قال أن الذاكرة هي سور يحميك؟….

خذوا علماً….

إن أردت استعباد شعب، دمر ذاكرته….

 

كان ذلك يوم 19 نيسان 2003، ليلة سقوط بغداد، الدبابات الأمريكية تدخل بغداد وعلى ظهرها رهط المعارضة العراقية وصناديق مليئة بالخطابات عن الديمقراطية وحقوق الشعوب….

أكاد أراهن أن اغلبكم لم يرَ الحاخامات إياهم يمتطون ظهورها أيضاً…..

ذاك الثأر القديم الذي بلغ عمره 2500 عام صار آوانه، و كان أن نبش أولئك الحاخامات قبر نبوخذ نصر انتقاماً…

نبوخذ مصر و الذي ذات سبي أطاح بالدولة اليهودية ونقل اليهود إلى بابل….

حتى ذاك التاريخ كان دين موسى قد أنقرض، بعدما ضاعت الألواح من تابوت العهد، فكان أن كتبت عزرا الدين اليهودي الجديد….

هل كنتم تظنون أن كتابي العهد القديم والتلمود هما مجرد كتابان دينيان؟ اقرأوا بداية الاصحاح السادس وقد تلتقطون الفكرة؟…. يسأل البعض إن كان قابيل قد قتل هابيل، فهل يعقل أن كل هذه المليارات الثمانية هي من سلالة قابيل؟ حسناً، وماذا عن الطوفان؟ لقد أبيد كل الاشرار ونجا الصالحون، إذا كيف استشرى الشر إلى هذا الحد في العالم؟؟!!….

على فكرة عندي مخطوطة كتاب من تأليفي انهيتها منذ عدة سنوات، ليس عندي الإمكانات المادية لنشره، ولكن الأهم ليس عندي الجرأة، هذا الكتاب قد يشرح التاريخ كما هو، يشرح تاريخ تلك القبيلة الخبيثة التي خرجت من بابل وعاثت في الأرض فساداً…..

أعتقد أنه لو تم نشر الكتاب لتسابق الموساد والشاباك على اغتيالي، وسعوا جهدهم لمنعه من الانتشار….

 

هل قرأتم رواية المسيح يصلب من جديد لكازانتراكسي؟….

حسناً، ما الذي تراه يحدث الآن؟!!…

بلاطس و أخوانه يسلمون غزة للصهاينة…

تسألون عن يهوذا الأسخريوطي؟…

من تراه محمود عباس و رهطه؟!!… وقد باعوها بأقل من ثلاثين من الفضة….

يغسل كافور الإخشيدي و صاحب المنشار و حمال الأوسمة حرم رانيا وابن ارام ذات العماد أياديهم، وهم يتمتمون: نحن براء من دم هؤلاء…

صحيح، لم اخبركم أين هي ارام ذات العماد، ماذا تراها تلك الابراج إذاً في دبي؟!….

 

على مدى عقود و هناك سعي حثيث لقتل الذاكرة، البداية كانت مع ظهور جماعة الإخوان المسلمين….

على فكرة، ألم تسألوا أنفسكم يوماً ما، لماذا سميت هذه الجماعة جماعة الإخوان المسلمين، و لم تسمى جماعة إخوة المسلمين؟!…. علماً أن كلمة اخوة أصح لغوياً، عدا عن ذلك كلمة أخوة أينما ذكرت في القرآن ذكرت في موضع الحمد، أما كلمة إخوان أينما ذكرت في القرآن الكريم ذكرت في موضع الذم، ألم يكن يدري حسن البنا ذلك؟!!!….. قولاً واحداً كان يدري، ولكن كان يدري أيضاً أي صنيع تصنع يداه….

 

وكان أن تحالف الإخوان مع الوهابية، امتطوا ظهر اموال النفط، واجتاحوا المسلمين تلو المسلمين، وهاكم النتيجة: داعش وطالبان ويوكو حرام والنصرة والبقية تأتي….

(ثقافة التوحش)، هذا كان نتاج ذلك التزاوج بين الاخوان المسلمين والوهابية، وعملت الماكينة الدعائية الغربية عملها، الماكينة إياها روجت لثقافة الضباع، وحتى تتسيد الضباع المشهد كان يحب أن تنقرض الاسود، على مدى عقود وهناك سعي حثيث لمحاصرة وقتل الاسود في هذه الامة….

ماذا تسمون تلك الحرب على سورية؟….

ماذا تسمون عدوان تموز عام 2006؟….

ومكروا ومكر الله….

كان يكفي أن يظهر أبو عبيدة يوم 7 اكتوبر حتى يقلب الصورة، أبو عبيدة لم يكن يظهر لوحده، كانت دائماً ترافقه تلك المثلثات الحمراء….

ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى…

المسيح قام، حقاً قام….

 

على فكرة صاحب رواية (المسيح يصلب من جديد) هو صاحب رواية زوربا، زوربا وعلى شاطىء المتوسط في جزيرة كريت البعيدة، وليس لديه في جيبه ولادراخما، قام يرقص تلك الرقصة بكل سعادة، والرقص أحياناً يعبر عن المكنونات أكثر من الكلمات…..

زوربا لم يكن يملك المال….

زوربا كان يملك الذاكرة…

كان يملك الشغف…

زوربا كان حراً….

وهذه هي مثلثات أبي عبيدة الحمراء، تختصر كل الكلمات والقصائد والأدعية والخطابات والمفاوضات….

وكان أن أعادت تلك المثلثات ايقاظ الذاكرة….

 

يتبع…..

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الثورة الطلابية الثانية…..(الجزء الاول)…..

  باسل الخطيب المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية ليست حدثاً عادياً البتة…. هذه المظاهرات سببها الاحتجاج على السياسة الأمريكية الداعمة للعدوان الصهيوني على غزة، و ...