آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » في مكتب الوزير ..؟!

في مكتب الوزير ..؟!

سلمان عيسى

ذات يوم خميس حيث العطلة الاسبوعية لصحيفة تشرين، دعينا الى اجتماع في مكتب وزير مهم وناجح، وقد شهدت وزارته في تلك الايام – أواخر التسعينيات نهضة كبيرة جدا .. و شاملة بحيث ان كل مواطن سوري استفاد من الخدمات والبرامج التي ادخلها الى نشاطات الوزارة .. المنظومات التي احدثت في تلك الاثناء كانت ولا زالت تقوم بمهمات كبيرة وجليلة جدا، رغم تعرض جزء كبير منها للتخريب والسرقة .. كان وزيرا نشيطا لا يكل ولا يمل .. في النهار والليل .. رافقناه الى غالبية الاراضي السورية .. والى لبنان الشقيق للتزامن في انطلاق عمليات التحصين في كلا البلدين ..
كان عددنا قليلاً بحيث يتسع المكتب الخاص للوزير لنا، رغم انه لم يجلس عل الكرسي ( بمحور ) بل على كرسي جانبية .. كان كل الصحفيين الحاضرين يمثلون كل المؤسسات الاعلامية آنذاك .. وكل الحاضرين تربطهم بمعالي الوزير علاقة طيبة ..
تحدث عن برامج و عن آفاق يرسمها لمستقبل القطاع .. تحدث ( امد الله بعمره ) عن قضايا كنا نعرفها ونحفظها عن ظهر قلب .. بل كنا قد نشرنا اغلب تفاصيل ذلك اللقاء ..
كل الحاضرين كانوا مندوبين لمؤسساهم الاعلامية في تلك الوزارة .. تشرين – الثورة – البعث – سانا – الاذاعة – التلفزيون .. كان زميل ( استاذ فعلا ) من بين الحاضرين ليس مندوبا، بل كان يرأس مفصلا مهما في صحيفته .. صحفي احترافي وكاتب زاوية من الطراز الرفيع .. وتعلمنا منه الكثير الكثير من القضايا المهنية ان كانت تتعلق بالتحقيقات .. بالاخبار والتقارير والزوايا ..
انهى الوزير شرحه المطول حول اداء الوزارة والآفاق التي يرجو ان يصل اليها بالتعاون مع فريقه .. هنا سأل صديقنا واستاذنا الصحفي:
سيادة الوزير لقد كتبت من يومين زاوية عن موضوع يخص وزارتكم .. ولم تذكر اي شيئ عنه ..؟
قال الوزير : عن ماذا تحدثت .. لم اقرأ، بل عاتب صديقنا وزميلنا مدير المكتب الصحفي عن تقصيره في اطلاع سيادته على ما ينشر في وسائل الاعلام – خاصة الزوايا – وخاصة لأستاذنا المحترم .. وبعدها سأل عن ماذا كتبت ؟
استرسل استاذنا في شرح زاويته .. بل ذكر كل التفاصيل بما فيها علامات الترقيم .. بعدها، قال سيادته استاذ (؟ ) نحن في سوريا، لايمكن لصحفي ان يقصي وزيراً، او ان يعيّن وزيراً .. ان يقصي مديرا عاما، او ان يعينه .. اكتبوا ما شئتم .. شكرا لكم ولحضوركم .. انتهى الاجتماع ..؟!
اكتشفنا لاحقا الاثر الحقيقي الذي تركته تلك الزاوية على سعادته، لكن المكابرة، وعدم الاعتراف بدور الاعلام في تسليط الضوء على الخلل وتصويبه كان وراء ذلك اللقاء الذي اراد من خلاله ارسال تلك الرسالة المؤلمة .. اكتبوا ما شئتم .. وامركم الى الله ..؟
طبعا اقر، واعترف ان قسما كبيرا من رسالة صديقنا الوزير هي التي يعمل بها ( التطنيش ) لكن بالمقابل، ومن خلال تجربتي التي اعتبرها مهمة جدا في طرطوس، كان لها قدر كبير من الاهتمام من اصحاب الشأن، وقد اتخذت قرارات مهمة بناء على ما كتبت من تحقيقات وزاويا .. اي ان التفاعل مع الاعلام وما يقوله وينشره ويتبناه يبقى ضمن الاهتمام الشخصي لهذا المسؤول او ذاك .. لكن الذي يؤلم حقا ان يقوم الاعلام بتسليط الضوء على خلل هنا، او مشكلة هناك ويتم التعامل معها باستهتار .. او على انها ( حكي جرائد ) رغم انها تغز في وجدان هذا المسؤول او ذاك .. ؟!
(سيرياهوم نيوز ٤-خاص بالموقع)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أُهلِكْنا في العَذابِ مَرّتَينْ..!!

    أحمد يوسف داود   أًخيراً بِتُّ أَعتقٍدُ أَنّهُ صارَ علَينا أَنْ نَتنَبّهَ إلى أَعمارِنا المَهدورَةْ، وأًنْ نَدفِنَها بِلا أَدعِيَةٍ وَلا أَذانٍ ولا صَلَواتْ!. ...