آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » هل تبقى صحة المتقاعدين                   منسية ..؟

هل تبقى صحة المتقاعدين                   منسية ..؟

 

ميشيل خياط

 

وافقت المؤسسة العامة للتأمين على تجديد عقد التأمين الصحي للمعلمين المتقاعدين منذ أيام ، بعد مفاوضات شاقة ، أخرت التجديد ، شهرا ، وجعلت الاستفادة منه في الاول من ايار 2023 .

وسر التأخير كامن في سعي مؤسسة التأمين إلى زيادة القسط بالمقارنة مع العام الماضي ، ومن المؤسف أنها نجحت في مضاعفته وأكثر،اذ تقرر أن يسدد من يريد التأمين الصحي على نفسة لمدة سنة، 350ألف ليرة سورية دفعة واحدة ….!! (يجب الإنتباه إلى أن التأمين الصحي على المعلمين المتقاعدين _اختياري _ )

الرقم الجديد صادم دون شك ، إذ يعادل رواتب متقاعد لثلاثة أشهر على الأقل .

العلة في الرواتب ذاتها ، اذ لم تعد تعني شيئا مهما بالمقارنة مع أجور المشافي والمخابر والأشعة واسعار الأدوية وجلها مزمنة في حياة المتقاعدين .

ولعل من سيقوى على تسديد هذا المبلغ ، سيوفر على نفسه ما يقرب من خمسة ملايين ليرة سورية إذا اضطر إلى المشافي( 2000000 ليرة سورية )، وهو مضطر قطعا إلى الأدوية على الأقل 16( وصفة) بنسبة تحمل 30./. والى التحاليل والأشعة .(2,750000 ليرة سورية).

ويبقى التأمين الصحي للمعلمين المتقاعدين ، ميزة كبيرة ، لمن يقوى على قسطها #الباهظ# ، يكمن سرها في كثرة عدد المعلمين في سورية ، ما يقرب من أربعمائة الف معلم ومعلمة ، ويفرز هذا الرقم عددا كبيرا من المتقاعدين ، خلافا لباقي النقابات والاتحادات العمالية ، والمؤسسات والوزارات …. الخ .

ويتماثل متقاعدو القطاع الخاص مع أترابهم في القطاع العام بالحرمان من الضمان الصحي ، على الرغم من ضآلة الراتب التقاعدي ، والغلاء الفاحش حاليا في أجور المشافي الخاصة والأشعة والتحاليل المخبرية وأسعار الدواء ، ومن المؤسف أن المشافي العامة لم تعد مجانية بالمطلق ، وباتت تتقاضى أجورا عن العمليات الجراحية الكبرى لكنها تبقى ارحم بكثير من المشافي الخاصة # ذات الأجور التي تبدو غير معقولة على الاطلاق بالمقارنة مع الرواتب والأجور .

ولم يعد الراتب التقاعدي لأغلب المتقاعدين ، ليكفي ثمن الأدوية المزمنة التي يعاني منها أغلبهم وأغلبهن ، مثل الداء السكري وارتفاع الضغط الشرياني #والبروستات # للرجال منهم .

أما من يحتاجون لأدوية نوعية للأورام والكلية والغدة الدرقية ، ومن يضطرون إلى أدوية تحضرها لهم بعض الصيدليات ، فحالهم يرثى لها .

ومن المؤسف أنه لا توجد دراسات ميدانية تشتمل على استبيانات ، توضح بدقة آلية تعامل المتقاعدين مع احتياجاتهم الدوائية وسط هذا الغلاء الفاحش ، وذاك الضعف المذهل للقوة الشرائية لليرة السورية .

ونفتقر أيضا لدراسات علمية طبية عن تأثير عدم تمكن المتقاعدين من الحصول على الأدوية المزمنة والعلاج الجراحي في الوقت المناسب على صحتهم ، ونسبة وفياتهم لهذه الاسباب .

لم تكن المشكلة حادة كحالها الان ، أي بعد الغلاء الهائل والتدني المذهل للقيمة الشرائية لرواتب وأجور المتقاعدين .

وانذاك أي قبل عامين ، شهدت سورية حراكا رسميا باتجاه تبني التأمين الصحي للمتقاعدين .

تحدث وزير المالية عن بوليصة تأمين صحي للمتقاعدين .

وكرر كلامه ذاته مدير عام الاشراف على الهيئة العامة للتأمين .

ثم سكت الجميع عن هذا الموضوع لأسباب مبهمة ، ولو تحققت تلك النعمة وقتئذ، لكانت حياة مليون أسرة سورية حاليا _على الأقل_ افضل واجمل وأقل الما ووجعا .

هل مايزال هذا الحلم ممكنا ….؟ لا يجوز القياس على قسط لعدد محدود من المعلمين المتقاعدين .

الحديث يدورهنا عن مليون متقاعد ، ومثلما يقول المثل فإن الحمل على الجماعة خفيف ، مليون متقاعد ، سيوفرون مبلغا كبيرا لمؤسسة التأمين ، لن تكون معه خاسرة مهما كان قسط التأمين الصحي الإجباري ، رحيما .

ويجب أن يكون بهذه الصفة ليحقق جدواه الاجتماعية والإنسانية والصحية والوطنية. .

(سيرياهوم نيوز ١-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عَنْ شاعرٍ مُتفَرِّدْ

  أحمد يوسف داود   (جِئتُ والأرضُ طفلةٌ منْ شقاءٍ وغديْ غامضٌ ووجهي شريْدُ   صوْتُ حَوّاءَ شاسِعٌ لسْتُ أَدري تَنقُصُ الأرضُ بينَنا أمْ تزيْدُ!. ...