وحدة المصير!!

سعاد سليمان

– ما الذي أجبرك على المر ؟ قال : الأمر .. يقول رجل فلسطيني , وهو يبكي على ابنه دون دموع .. ابنه الشاب الذي فقده مع مجموعة ركاب الزورق الهاربين إلى المجهول في محاولة فاشلة للسفر بعيداً.. يقول بصوت قوي , وهو الذي يعيش في أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان : أن لديه خمسة أبناء سيرسلهم خارج لبنان !!! رغم مقتل ابنه .. فالعيش في المخيم ذل , والحياة مرة .. وأن أبسط حقوق العيش ” الماء النظيفة للشرب غير موجود ” ويطالب المنظمات الانسانية الدولية بمساعدة الفلسطينيين للعودة إلى بلدهم فلسطين مؤكدا أن الموت أرحم من حياتهم اليوم !! ما قاله الرجل الفلسطيني أكده فلسطيني آخر بالقول : لا تتركوا بلادكم كما فعلنا نحن .. خرجنا , ولم نستطع بعد العودة . قضية فلسطين طافت فوق موج البحر الغاضب كما أهلها ..اليوم .. واستقبلت طرطوس بأهلها , وكوادرها من مشفى , وضرورات أخرى نتائج ما جرى بصدر رحب , وبألم , وبمحبة . وكما مات شباب , وأطفال سوريون , ولبنانيون , وفلسطينيون , كانوا على متن مركب واحد .. هكذا نحن كلنا شعب واحد على متن بقعة من أرض – مركبنا – يجب تقديسها . والأهم ايقاف عمليات التهريب التي هدفها جمع المال أولا , وآخرا .. فليست هذه القصة الأولى , وقد سمعنا , ورأينا صورا تقشعر لها الأبدان خلال هذه السنوات العجاف .. الساحل السوري كان الملجأ لمن بقي حيا اليوم , والمرسى لمن مات .. طرطوس تفتح ذراعيها كعادتها .. لا تميز بين أخ , وآخر وتقدم خدماتها ما أمكن .. وسؤال : متى توحدنا المحبة , وقد وحدتنا المصائب !!

(سيرياهوم نيوز6-خاص بالموقع24-9-2022)