- رلى إبراهيم
- الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020
عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى السراي أربكت التيار الوطني الحر. من جهة، لا يريد عرقلة إيجابية التأليف وتعويل رئيس الجمهورية عليها لختم عهده برزمة إصلاحات ضمن «الواقع السياسي المفروض»، ومن جهة أخرى ينتظر حسم الحريري لطريقة التأليف: من منطلق الثأر أم حسب التوازنات النيابية؟ على أن العقبة الأساسية تبقى في اختلاف الطرفين حول مسألة الإصلاح التي يريدها الحريري بالأدوات القديمة نفسها التي تسببت في الانهيار
ينادي التيار باعتماد وحدة المعايير في التأليف واحترام التوازنات البرلمانية
وتنفي مصادر قريبة من التيار دخول أي رجل أعمال، وتحديداً علاء الخواجة، على خط الوساطة بين باسيل والحريري، فلا تواصل مباشراً أو غير مباشر بين الطرفين: التيار خارج المفاوضات حتى الآن، لكن الموقف من رئيس تيار المستقبل يتحدد وفق برنامجه ومدى التزامه بالاصلاحات المطلوبة ما دام قد فرض نفسه «الشخصية السنية الوحيدة القادرة على الترشح في ظل عدم قدرة أي طرف سياسي على دعم أي شخصية أخرى في وجهه»، علماً بأن التيار يبدي ثقة مطلقة بمشاورات التأليف التي يقودها الرئيس عون مع رئيس الحكومة وليس بوارد التشويش عليها، وقد فهم من أوساط الحريري أنه يرغب في التأليف قبيل موعد الانتخابات الأميركية من منطلق الاستفادة من انشغال واشنطن بأوضاعها الداخلية. أما رئيس الجمهورية «فمرتاح إلى إيجابية الحريري وجدّيته في العمل هذه المرة».
ثمة من يلفت هنا الى أن الحريري لم يعمد الى مشاورة أي جهة سياسية بعد، لا التيار ولا غيره، رغم الحديث عن وعود للمردة والطاشناق والسوري القومي الاجتماعي بتمثيلهم كرد جميل لتسميته. وثمة في قوى 14 آذار من ينقل عن الحريري نيته لقاء رؤساء الكتل هذا الأسبوع بعد الانتهاء من قواعد التأليف مع رئيس الجمهورية. وطالما أن الرئيس المكلف لم يلتق بمعاون الرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ومعاون السيد حسن نصر الله، حسين الخليل، فإن أي حديث عن مقاطعة باسيل لا يعوّل عليه. لا بل إن كل البوادر تشير الى قبوله بجميع الشروط التي طلب من مصطفى أديب رفضها، بدءاً من الحكومة الموسعة الى تسمية الكتل للوزراء وصولاً الى قبوله بعدم المداورة في ما خص وزارة المالية. وترى هذه المصادر أن باسيل تمسّك بمواقفه حتى الساعة، انطلاقاً من ثلاث نقاط:
1- عدم تسمية الحريري انطلاقاً من قاعدة اعتراضه على مبدأ تأليف رئيس كتلة سياسية لحكومة اختصاصيين ولأنه ليس رجل المرحلة وغير قادر على إنجاز أي إصلاح.
2- نجاح حملة التيار السياسية ضد ما اعتبرته أوساطه «تحالفاً إسلامياً جديداً في وجه المسيحيين وعودة الى الترويكا الحاكمة في زمن رستم غزالي»، إضافة الى جرّ البطريرك الماروني بشارة الراعي الى المناداة باحترام التمثيل المسيحي.
3- الاعتراض على استثناء حركة أمل من المداورة في الحقائب للمطالبة بالاحتفاظ بالطاقة ونجاح التيار في خلق أجواء في البلد ضد هذا «الاستثناء» لطائفة دون أخرى. على أن السؤال المطروح اليوم يكمن في مدى صحة «الإيجابية» بين الحريري وعون، أم أنها أجواء مصطنعة لإمرار الوقت الى حين ظهور بوادر دولية ما. فالفيتو السعودي على الحريري لا يزال على حاله، رغم انفتاح إماراتي محدود، فيما لا موقف أميركياً جدّياً باستثناء اكتشاف واشنطن عدم فعالية المجتمع المدني في تغيير موازين القوى السياسية. على هذه القاعدة، يخوض الحريري مغامرة أخرى «رابحة-رابحة»: إذا فشل، فيرمي فشله على رئيس الجمهورية، وإن نجح في إقرار سلة الاصلاحات المشروطة لرفع القيود عن المساعدات المالية، يترجم الربح بشكل شخصي ويعيد لململة قاعدته استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة. الأهم أن عودته الى الحياة السياسية والى السراي مجدداً مضمونة في الحالتين.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)