قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان من يهدد الديموغرافيا والوجود والوطن هي السياسات الأميركية القبيحة والوقحة في لبنان، واكد على مسؤولية المسلمين في حماية المسجد الأقصى والدفاع عن القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة توحد المسلمين حول هذه القضية وإدانة أي تطبيع مع الاحتلال بعيدًا عن المجملات والعلاقات السياسية، واعتبر أن ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها مع إسرائيل هو من “مسؤولية” الدولة اللبنانية، مبدياً في الوقت ذاته استعداده للتعاون في أي خطوة من شأنها “تحرير” الأرض.
وفي كلمة ألقاها عبر الشاشة خلال احتفال نظمه حزبه في الضاحية الجنوبية لبيروت، في ذكرى المولد النبوي الشريف، قال نصرالله “يقال إنه خلال أيام قد تكون هناك وساطة جديدة حول” الحدود البرية.
وتابع “بالنسبة لنا، هذا الموضوع هو مسؤولية الدولة اللبنانية، الدولة إذا تقبل وساطات وتفاوض فهذا شأنها، ونحن لسنا معنيين أن نقول نحن نقبل هذه الوساطة أو نرفض، ونعتبر أننا خارج هذا الشأن”.
إلا أنه اكد في الوقت نفسه أنّ “أي خطوة تساعد على تحرير الأرض ستلقى أيضاً التضامن والتعاون بين المقاومة وبين الدولة في المرحلة المقبلة إن شاء الله”، على غرار ترسيم الحدود البحرية. وشدّد على أن “حقنا في المياه نأخذه كاملاً وحقنا في الأرض نأخذه كاملاً ولا نساوم عليه في أي ملفات أو عناوين أخرى”.
ويضمّ خط وقف إطلاق النار، المعروف بالخط الأزرق والذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، 13 نقطة متنازعا عليها. وتحصل بين الحين والآخر توترات على جانبي الحدود.
وقال نصرالله في هذا السياق “معلوماتنا الأولية تفيد أن كل المؤشرات إيجابية في البلوك 9″، معتبراً أن إعلان وزارة الطاقة والمياه الإثنين أن ائتلاف الشركات النفطية الثلاث قدم طلبي إشتراك في دورة التراخيص الثانية للمزايدة على الرقعتين 8 و 10 في المياه البحرية اللبنانية من “شواهد المؤشرات الإيجابية”.
وأضاف السيد نصر الله “لو أن حزب الله يسيطر على قرار الدولة في لبنان لكان رئيس الحكومة توجه إلى دمشق لمعالجة أزمة النازحين”، داعيا الا الى ضرورة ان لا يتحول الجو القائم إلى جو عداء مع النازحين ويجب عدم تجاوز حدود القانون والأخلاق معهم”.
وهدد السيد نصر الله أوروبا قائلا “إذا سهلت الدولة اللبنانية الهجرة للنازحين باتجاه أوروبا ستأتي أوروبا إلى بيروت لحل الأزمة”، داعيا “لتشكيل لجنة من قوى سياسية لها طابع شمولي من كل الأطياف لندرس ماذا سنفعل في ملف النازحين”، وأضاف “من يعتقد أن النزوح السوري يهدد وجود لبنان يجب أن يقول لواشنطن إن رفع قانون قيصر ينقذ لبنان”، وحمل أمريكا مسؤولية النزوح الاقتصادي بعد فرضها قانون قيصر على سوريا.
وتابع السيد نصر الله “المسؤول الأول عن النزوح الأمني إلى لبنان هو من أشعل الحرب في سوريا أي الإدارة الأميركية”.
وعن ازمة ملف الرئاسة اعلن السيد نصر الله انه “لا يوجد جديد في ملف الرئاسة لأبشركم به وعلينا متابعة الجهود التي تبذل في هذا الصدد”.
وأعلن السيد نصرالله أن الحزب لن يدخل في السجال السياسي في لبنان، خصوصاً مع تصاعد الإتهامات والأصوات العالية.
وأكّد السيد نصرالله، مسؤولية المسلمين في حماية المسجد الأقصى والدفاع عن القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة توحد المسلمين حول هذه القضية وإدانة أي تطبيع مع الاحتلال بعيدًا عن المجملات والعلاقات السياسية.
ولفت السيد نصرالله إلى أهمية الوحدة الإسلاميّة “ومن وجوهها الأخوّة الإسلامية والتعاون الإسلامي والعمل الموحد من أجل خدمة الأهداف المشتركة والواحدة”. وذكّر السيد نصرالله بحرب تشرين عام 1973، منوهًا بأنّه “حين اتحدت مصر وسوريا بمساندة عدد من الدول العربية، اختنقت إسرائيل، فهذه الوحدة كادت أن تصنع نصرًا تاريخيًا حاسمًا”.
إلى ذلك، شدد السيد نصرالله على أنّ “اتحاد عناصر القوة يولد الإنتصارات والإنجازات”، مؤكدًا أنّه “على الأمة الإسلاميّة تحمل مسؤوليتها اتجاه ما يحصل في فلسطين المحتلة، فهذا الشعب يُحاصر ويُقتل ويجوع كل يوم، وعلى المسلمين تحمل مسؤولية ما يحصل في المسجد الأقصى ولا يجوز إهماله حتى لا تصبح هذه الإعتداءات أمرًا روتينيًا فيتم تقسيمه أو السليطرة عليه وتدميره”.
وشدد السيد نصرالله على ضرورة “سماع الصهاينة لصوت إسلامي موحّد فيما يتعلق بقبلة المسلمين”، معربًا عن أسفه لاتجاه بعض الدول نحو التطبيع. وأكّد السيد نصرالله أنّ “توقيع أي اتفاق تطبيع مع الاحتلال يجب أن يُدان ويتم استنكاره بعيدًا عن العلاقات السياسية والمجاملات لأنّه طعن بالشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلاميّة والمسيحية”.
على صعيد آخر، ندّد نصرالله بسعي دول في المنطقة إلى إبرام اتفاقات تطبيع مع إسرائيل من دون تسميتها، وقال “أيا تكن الدولة التي تتجه الى التطبيع، عندما توقع اتفاق تطبيع، يجب أن تُدان وأن يُستنكر عملها”.
ورأى أن الأمر “على درجة خطيرة جداً لأنه طعن للشعب الفلسطيني (…) وتخل عن فلسطين وتقوية للعدو”.
وادان السيد نصر الله “القتلة المجرمين التكفيريين الذين فجروا مساجد أهل السنة في باكستان بدعوى إقامة ذكرى المولد النبوي”.
كما أشاد بالإحياء اليمني الكبير والعظيم والجميل لذكرى المولد النبوي الشريف برغم الظروف الحياتية والأمنية الصعبة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم