- أيهم مرعي
- الجمعة 29 كانون الثاني 2021
يستمرّ الحصار الذي تفرضه «قوات سوريا الديموقراطية» على الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في مدينتَي الحسكة والقامشلي، في ظلّ اشتداد معاناة الأهالي، وتعثّر الجهود الروسية لإيجاد تسوية تنهي الحصار وتعيد الأمور إلى سابق عهدها
خرج عدد من الأهالي في تظاهرات احتجاجية جابت الشوارع وتوجّهت نحو حواجز «قسد»
وسط ذلك، خرج العديد من الأهالي، أول من أمس، في مسيرات جابت شوارع مدينتَي الحسكة والقامشلي، وتوجّهت نحو الحواجز، في محاولة لكسر الحصار، وفتح الطرقات. وواجهت «قسد» تلك التحرّكات بإطلاق الرصاص في الهواء، وفرّقت المحتجّين بالقوة، مُجدّدةً رفضها فتح الطرقات أمام حركة المدنيين في المدينتين. وتبرّر وسائل إعلام كردية تابعة لـ»الإدارة الذاتية» الكردية، الحصار المفروض على الأحياء في القامشلي والحسكة، بأنه «ردٌّ على حصار الجيش السوري لحيَّي الأشرفية والشيخ مقصود وبلدة تل رفعت في محافظة حلب»، مؤكدة أن «الحصار سيستمرّ على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في القامشلي والحسكة، لحين فكّ الحصار عن المناطق المذكورة في حلب».
في هذا الوقت، استمرّت الجهود الروسية لإيجاد تسوية تنهي الحصار، وذلك من خلال عقد اجتماع في مقرّ «مركز المصالحة الروسي» في مدينة القامشلي بين ممثّلين عن الجيش السوري، وآخرين تابعين لـ»قسد» و»الأسايش». ووفق مصدر اطّلع على وقائع الاجتماع، فإن «قسد كرّرت مطالبها بفكّ الحصار عن الشيخ مقصود والأشرفية وتل رفعت، مع المطالبة بالإفراج عن 450 موقوفاً في حلب وريفها، والسماح لجرحاها بالعلاج في المشافي العسكرية في دمشق». وأضاف المصدر أن «الردّ الحكومي كان بنفي وجود أيّ حصار على المناطق المذكورة التي تسير الحركة فيها بشكل طبيعي، مع نفي وجود أيّ معتقل من قسد في حلب وأريافها». وتابع أن «الجهات الحكومية تعتبر أن قسد تختلق أموراً غير موجودة في الواقع، بهدف تنفيذ أجندات بتعليمات من الاحتلال الأميركي». وكشف أن «الجانب الروسي طلب من قسد رفع الحصار مؤقتاً، لحين البحث والتدقيق في طلبات قسد مع الحكومة السورية، بسبب تضرّر المدنيين بشكل كبير من آثار الحصار، لكن الطلب الروسي قوبل بالرفض».
وبالتزامن مع الحديث عن «حصار» الحكومة السورية لمناطق في حلب وريفها، كان بارزاً وصول وفد من «مسد»، برئاسة الرئيس التنفيذي إلهام أحمد، إلى بلدة فافين في ريف حلب الشمالي، قادماً من القامشلي، بعد عبور حواجز للجيش السوري، تدّعي «قسد» إغلاقها أمام حركة الأكراد. وألقت أحمد كلمة قالت فيها إن «النظام السوري كمّم أفواه السوريين المعارضين»، مضيفة أن «تطوير أواصر الأخوّة بين مكوّنات الشعب السوري وتقويتها هي من أهمّ الحلول لإنهاء الاستبداد والاستعمار». بدوره، ادّعى المتحدث الرسمي باسم «الإدارة الذاتية»، لقمان أحمي، في تصريحات إعلامية، «عدم وجود أيّ إجراءات جديدة من قِبَل الإدارة الذاتية في مدينة الحسكة، لكن النظام يتحرّش ويضايق المدنيين لدى دخولهم وخروجهم في المربع الأمني ومناطق سيطرة النظام». وأضاف أحمي أنه «لا صحّة للأنباء التي تتحدّث عن إعطاء الإدارة الذاتية أيّ مهلة للخروج من الحسكة».
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)