بطاريات الهواتف الذكية، رغم تطورها الكبير في السنوات الأخيرة، لا تزال عرضة للتلف عند التعامل معها بشكل غير صحيح، خصوصاً أثناء الشحن. فمع تكرار الممارسات الخاطئة، ينخفض الأداء وتضعف سعة البطارية تدريجاً، ما يدفع المستخدم إلى تغييرها أو استبدال الجهاز بالكامل.

في هذا السياق، أصدر الخبراء في مجال الأمن السيبراني تقريراً فنّياً يُبرز خمسة أخطاء شائعة تؤدي إلى تقصير عمر بطارية الهواتف الذكية. وقد أكّد الخبراء أن البطاريات الحديثة يمكن أن تدوم مدة طويلة إذا استُخدمت بطريقة سليمة، مع تقليل الضغط المتكرر عليها خلال دورات الشحن.

1.تفريغ البطارية أو شحنها بشكل مفرط
وفقاً لتوصيات الخبراء، فإن بطاريات “الليثيوم-أيون” تؤدي أفضل ما لديها عندما تبقى نسبة الشحن ضمن نطاق 20% إلى 90%. لذلك، من غير المستحب أن تصل البطارية إلى 0% أو 100% بانتظام. يُفضل فصل الهاتف عن الكهرباء قبل اكتمال الشحن، وإعادة شحنه قبل أن ينخفض إلى أقل من 20%. كما يمكن لمستخدمي أجهزة iPhone تفعيل خاصية “شحن البطارية المحسّن” التي تساعد تلقائياً في تقليل تلف البطارية عبر تقنيات ذكية.

2. استخدام الهاتف أثناء الشحن
أشار الخبراء إلى أن استخدام الهاتف خلال عملية الشحن، خصوصاً في التطبيقات التي تستهلك طاقة كبيرة مثل الألعاب أو الفيديو، يُعرف باسم “الشحن الطفيلي”. هذا السلوك يؤدي إلى دورات شحن غير منتظمة ويُضعف كفاءة البطارية مع مرور الوقت. يُنصح بتجنب هذا النوع من الاستخدام للحفاظ على عمر البطارية.

3. تعريض الهاتف للحرارة أثناء الشحن

الحرارة المرتفعة تمثّل خطراً مباشرًا على البطارية. يُحذر الخبراء من أن درجات الحرارة المرتفعة، خصوصاً الناتجة من الاستخدام الكثيف أثناء الشحن، تُساهم في تسريع تدهور البطارية. وينصح الخبراء بعدم استخدام الهاتف بشكل كثيف أو تركه في أماكن حارة خلال الشحن، كأعلى الطاولة تحت أشعة الشمس أو في السيارة.

4. الإفراط في استخدام خاصية الشحن السريع
رغم أن الشحن السريع مفيد في حالات الطوارئ، إلا أن الخبراء يُشبهونه بـ”مشروبات الطاقة” التي قد تُبقيك نشيطاً موقتاً لكنها تجهد الجسم على المدى الطويل. الاستخدام المفرط لهذا النمط من الشحن يُسبب ضغطاً إضافياً على البطارية. لذلك، يوصي الخبراء باعتماد الشحن البطيء عند عدم الحاجة الملحة، ويمكن استخدام مقابس ذكية لتنظيم سرعة الشحن تلقائياً.

5. الشحن المتكرر بجلسات قصيرة
أوصى التقرير كذلك بتقسيم عملية الشحن إلى فترات قصيرة ومتكررة لتقليل الضغط على البطارية، بدلاً من شحن الهاتف لمدة طويلة دفعة واحدة. كما يُنصح عند تخزين الهاتف لأوقات طويلة من دون استخدام أن تُشحن البطارية إلى نحو 50%، إذ إن بطاريات الليثيوم تفقد شحنتها تدريجاً حتى عند عدم الاستخدام.

تُبرز توصيات الخبراء أهمية التغيير في سلوك المستخدم حيال عملية الشحن، بما يضمن حماية البطارية على المدى الطويل. من خلال التزام إرشادات بسيطة ومدروسة، يمكن تقليل الحاجة إلى الإصلاح أو الاستبدال، ما يُحافظ على أداء الهاتف ويُطيل عمره الافتراضي.