الشاعرالقروي ( رشيد سليم الخوري )

هو رشيد سليم الخوري ، والقروي نعت وصفه به أحد النقاد فأعجبه .
ولد بقرية البربارة في لبنان عام 1887 وهاجر الى البرازيل قبيل الحرب العالمية الأولى وعانى من وطأة العيش ومرارة الغربة ففاضت نفسة من خلال أشعاره شوقا وحنينا نذر نفسه للوطن والأمة والقضية وتصدى للمارقين والمنحرفين حتى غدا بحق لسان العروبة الناطق والصوت القومي المدوي في ربوع المهجر.
وقلما اجتمع في قريحة شاعر شعر الحماسة والوطنية بجزالته وشعر الغزل والحنين والوجدان الذاتي برقته كما اجتمع في قريحة القروي فهذا الشاعر الذي بدا شعره وحياته أشبه بقائد عسكر يذود عن الحياض ويقارع الخصوم دون أن تفتر له عزيمة أو يكل ساعد كان في جوانب أخرى من شعره يرق حتى يغدو ألطف من النسيم وأنعم من الحرير.
عاد شاعرنا القروي إلى وطنه العربي بعد أن غاب عنه خمسة وأربعين عاما تلبية لدعوة سامية من حكومة الوحدة عام 1958 فقبل ثرى الوطن الغالي وبكى من فرط التأثر وشكر الله على هذه النعمة وقد لقي من الحفاوة والتكريم ما يليق بجهاده وشاعريته وشعره غزير اجتمع اكثره في ديوان كبير له صدر في سان باولو ثم توالت طباعته بالزيادة عليه مصر والعراق وليبيا وسوريا وفي عام 1983 أصدر اتحاد الكتاب العرب بدمشق طبعة جديدة لديوانه تعد من أكمل الطبعات .
توفي القروي في قريته الوادعة في 27 آب عام 1984 بعد أن عاش قرابة قرن من الزمن وملأ دنيا العروبة والأدب بعطائه المبدع .

إعداد : محمد عزوز
من موسوعته ( راحلون / في الذاكرة ) الألف الأولى
(اخبار سوريا الوطن-2)!