حمص:نور طيبة
يُعتبر موسم قطاف الزيتون الذي يبدأ في في تشرين الأول او تشرين الثاني حسب كل منطقة من المواسم المميزة من كافة النواحي ، فعلى إيقاع سقوط حبات الزيتون الخضراء على البساط المفروش على الأرض، تتعالى أصوات النساء العاملات بقطف الزيتون مع أهازيج الفرح. نساء يعتلين السلالم لجني الزيتون حبة حبة بعناية فائقة، من أجل قطف زيتونة بزيت أكثر جودة.
تقول إحدى المزارعات إن موسم جني الزيتون بمثابة “عرس وطني”، فهو موسم “الخير والبركة”، “ننتظره بشوق كبير فنستيقظ منذ ساعات الفجر الأولى ونأخذ معنا كل ما نحضره ليلاً”. فعلى الرغم من العمل الشاق إلا أنه لا يمر موسم جنى الزيتون دون أجواء مبهجة ومفرحة.
في تعابير الحاج كريم نجد مفردات القرى القديمة، فهو يروي لنا قصة 40 عاماً من مسؤولية العناية بشجرة الزيتون ثم قطافه. يروي أنه كان يقطف وحده يومياً 5 أمداد أي نحو 60 كيلوغراماً من الزيتون. يبدأ نهاره عند السابعة صباحاً، تكون استراحة الظهيرة عند 11 قبل الظهر ليكمل يومه المثمر عند السادسة مساءً. ثم يجمعها في أكياس يأخذها لمكان واسع يفرشها ويوجه إليها المروحة حتى تتطاير الأوراق وتبقى الحبوب تنتظر يوم العصر.
*معاناة مزارعي الزيتون
مع بداية كل موسم زراعي، يواجه المزارعون تحديات جديدة تتعلق بجني الزيتون من حيث ارتفاع الأجور وتكاليف الإنتاج:
* يقول احد المزارعين إن سعر عصر الطن الواحد من الزيتون وصل لهذا العام 400 ألف ليرة سورية بانخفاض ملحوظ مقارنة بالعام السابق الذي كان يبلغ سعر الطن فيه إلى 575,000 ألف ليرة. فقد كان هذا الارتفاع يشكّل ضغطاً إضافياً على المزارعين، بينما سعره هذا العام ينعكس إيجاباً في تخفيض التكاليف وتخفيف العبء على المزارعين.
* ارتفاع تكاليف الإنتاج:
المزارعون يواجهون تحديات متزايدة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وتكاليف الزراعة مثل السماد والمبيدات، مما يؤثر سلباً على أرباحهم.
* الإنتاج والسوق:
وفقاً لتصريحات المزارعين فإن كل 5 كيلوغرامات من الزيتون تنتج لتراً واحداً من الزيت، وهذا يعني أن كل طن من الزيتون ينتج أكثر من 12 تنكة زيت. يتراوح سعر تنكة الزيتون للموسم الحالي 90 دولاراً أي ما يقارب المليون ليرة سورية، ويعود السبب في ارتفاع سعر الزيت نتيجة ضعف إنتاج الموسم الحالي وأيضاً حسب العرض والطلب في الأسواق.
* الأجور والعمالة:
تشهد التكاليف الإنتاجية ارتفاعاً بسبب الأجور اليومية لعمال قطف الزيتون، حيث تتراوح بين 50 و 100 ألف ليرة سورية، مما يضيف تحدياً إضافياً للمزارعين في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج الأخرى.
*معاناة عمال قطف الزيتون والصعوبات التي تواجههم
يواجه عمال قطف الزيتون صعوبات تشمل مخاطر الإصابات الجسدية من السقوط أو التعرض لإصابات خطيرة أثناء التسلق على الأشجار أو استخدام السلالم، ومخاطر العمل تحت أشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة. كما تشمل صعوبات اقتصادية، حيث تقول إحدى العاملات (أم سامر) من ريف حمص أن عملية قطف الزيتون تتطلب جهداً بدنياً مع استخدام الأساليب التقليدية، مما يؤدي إلى إرهاق بدني وشعور بأوجاع الظهر وتنميل اليدين وغيرها. وأن الأجر اليومي لا يتناسب مع الجهد المبذول في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغياب دور التأمين الصحي للعمال في حال التعرض للإصابة أو الكسور.
*معاصر الزيتون ومراحل تصنيع الزيت
تتم عملية إنتاج زيت الزيتون عن طريق عصر الزيتون بطرق مختلفة، حيث يتم اختيار الزيتون الذي يحتوي على نسب مرتفعة من الزيت كي يتم عصره. يقول صاحب معصرة الزيتون (أبو عامر): إن هناك طرقاً لإنتاج زيت الزيتون، حيث يتم استخلاص الزيت من حبات الزيتون ضمن مراحل التصنيع: فالمعصرة اليوم تعمل على نظام الطرد المركزي وهي الطريقة الحديثة لاستخلاص زيت الزيتون، حيث يتم استخدام قوة الطرد المركزي لفصل الزيت والماء عن المواد الصلبة نتيجة لفرق الكثافة النوعية بين النواتج، وذلك بعد أن تكون العجينة قد خلطت بكمية من الماء الدافئ ثم تساق إلى الديكانتر الذي هو جهاز الطرد المركزي ليفصل العجينة لثلاثة أطوار: البيرين والزيت وماء الجفت. ثم تُجمع الثمار وتُنقل إلى المعصرة ويتم فصلها عن الأوراق والأغصان، ويتم غسل الثمار بماء نظيف يتجدد باستمرار، ويتم خلط العجينة لمدة تتراوح من 30 إلى 45 دقيقة. ثم يتم فرز الزيت بشكل جيد وتنظيف الفرازات بشكل دائم لتخليص الزيت من الرطوبة تجنباً للعكر بنسبة كبيرة، ويتم تعبئة الزيت بعبوات الصفيح المطلية من الداخل باللكر الغذائي.
*أسعار الزيت والزيتون وكمية الإنتاج
صرَّحت رئيسة شعبة الزيتون ورئيسة لجنة الإشراف على عمل المعاصر المهندسة منيرة العلي: أن هناك لجنة مُشكَّلة للإشراف على عمل المعاصر وهي تضم مندوبين من التجارة الداخلية ومندوب عن مديرية الصناعة والموارد المائية والبيئة، ومهمتها الإشراف على عمل المعاصر وتصريف مياه الجفت بشكل سليم وآمن على البيئة، ويتم سحب عينات من البيرين وماء العصر وفحصها كل موسم.
* أسعار الزيت والزيتون:
وتؤكد أن سعر الزيتون يُحدد حسب الجودة، هناك زيتون ذو جودة عالية وصل سعره إلى 16 ألف ليرة للكيلو الواحد، بينما الأقل جودة كحد أدنى إلى 12 ألف ليرة. وأيضاً أسعار الزيت، فهناك زيت ذو جودة عالية يُباع بالحد الأعلى مليون ليرة للعبوة وهناك الأقل جودة يُباع بحدِّه الأدنى حسب العرض.
* كمية الإنتاج والزيتون لعام 2025 في محافظة حمص هي نحو 59 ألف طناً، منها 80٪ للعصر أي نحو 47 ألف طناً و 20٪ لزيتون المائدة يعني نحو 12 الف طناً. وسبب انخفاض الإنتاج لهذا العام هو الظروف المناخية والجفاف.

(أخبار سوريا الوطن-١)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
