رسالة شفافة تتوافق مع شفافية الوزير عمرو سالم: (تدخل سلبي) بدل الإيجابي للسورية للتجارة..!!!

كتب رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد

يوم الاربعاء الماضي وبعد جولة له على عدد من صالات السورية للتجارة بدمشق أقر عمرو سالم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بكل شفافية بأن أسعار الخضار والفواكه في هذه الصالات أعلى من أسعار السوق رغم أنّ وظيفة المؤسسة التدخل “الإيجابي” في السوق وتوفير السلع للمواطنين بأسعار مقبولة واعداً باتخاذ اجراءات كفيلة ببيعها أرخص من السوق
لاشك أن هذه الشفافية هي المقدمة للمعالجة التي وعد بها الوزير، لكن كنّا نتمنى لو اكمل الوزير شفافيته وأعلن للمواطنين السبب الحقيقي لبيع هذه المواد وغيرها داخل صالات المؤسسة بأسعار تفوق أسعار السوق ،ومن ثم ان يشرح لهم الكيفية التي سيعالج بها المشكلة بشكل جذري وليس إسعافي وحسب
انا سأفترض ان الوزير لايعرف السبب الحقيقي، لذلك سأقول له وللقراء السبب الرئيس بشفافية تتوافق مع الشفافيته التي يتبعها في عمله(مشكوراً) بخلاف معظم زملائه سواء في تصريحاته الإعلامية ام في مايكتبه على صفحته الشخصية على الفيسبوك،أم في أدائه
السبب هو ان المؤسسة تبيع الخضار والفواكه ومواد اخرى غيرها في صالاتها بالأمانة ..ونظام الأمانة يعني ان يقوم تاجر ما له علاقة بادارة المؤسسة او ادارات الفروع ،بوضع هذه المواد في صالاتها ويحدّد السعر الذي يريده من المؤسسة عند بيعها ،والمؤسسة تبيع هذه المواد كما سعرها التاجر مقابل الحصول على نسبة 3‎%‎ لصالحها!
وطبعاً نظام البيع هذا يقضي على أي تدخّل إيجابي تدعيه المؤسسة لصالح المنتج والمستهلك، فهي بذلك لاتقوم بشراء المادة من المنتج انما تأخذها من سماسرة او تجار وتبيعها لصالحهم ،ضاربة عرض الحائط مصلحة المستهلك، ومتجاهلة سعر هذه المادة او تلك في السوق.
وضمن اطار ماتقدم صُعق أحد الفلاحين من ابناء قرية البطار في ريف المشتى عندما تبين له ان كيلو التفاح يباع في صالات طرطوس ب(1800)ليرة في الوقت الذي اشترت المؤسسة الكيلو الممتاز من تفاحه في الثلث الاخير من ايلول الماضي ب(750)ليرة رافضة اي زيادة على سعره، رغم مطالبته بذلك هو وكل منتجي التفاح !
وتساءل هذا الفلاح عند اتصاله معنا:هل يعقل ان تتقاضى المؤسسة ربحاً يزيد عن الألف ليرة لكل كيلو واحد ،بينما لايعطى الفلاح الذي يدفع كل التكاليف ويتعذب بالشجرة ويتابع انتاجها طوال عام سوى 750 ليرة ؟متابعاً:هل هذا هو التدخل الإيجابي؟
لكن بعد التدقيق والسؤال والبحث من قبلنا قلنا لهذا الفلاح ان المؤسسة لم تباشر ببيع مااشترته منه ومن زملائه، وما زالت تبيع تفاح احد الموردين ب(الأمانة)بأسعار يفرضها هو وليس هي ..عندها جنّ جنونه وقال :هذا يعكس عدم رغبتهم بشراء المزيد من انتاج الفلاحين مباشرة ،وإصرارهم على عدم رفع السعر للفلاح حتى يتجه للتجار ،كما يعكس خللاً وفساداً في عمل المؤسسة ..الخ
كلام هذا الفلاح مهم جداً والأهم ان يكون الوزير عمرو سالم وضع أصبعه على الخلل البنيوي في عمل المؤسسة منذ أحداثها وحتى الان وقرر المعالجة الجذرية حتى لايستمر تدخلها السلبي بدل الإيجابي.