| سارة سلامة
امرأة قوية وجميلة تؤثر وتتأثر بكل ما حولها من جمال وقسوة وخير وشر، معجونة من الحاجة وتبحث دائماً عن الأفضل، السلطة والمال قد يشكلان لـ«جنان العالم» جلّ ما تصبو إليه، فهي تعشق حياة القوة والمال والنفوذ ورغم ذلك فهي تستخدم هذه القوة لتطويع الواقع والظروف لتنعم بحياة هانئة، هذا التعجرف كله لم يدعها تصب بكبرياء بل بقيت تجاهد في خدمة سكان منطقتها وصداقاتها القديمة.
حيث تقدم النجمة السورية سلاف فواخرجي في مسلسل «مع وقف التنفيذ» كتابة الثنائي علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج سيف السبيعي شخصية مختلفة على كل الأصعدة، جعلتها تبدو كنجمة عالمية ليست فقط عربية، فنراها تبرع في تقديم الشخصية بانفعالاتها ودهائها وجمالها.
نافذة وجبارة
هي امرأة تلخص تاريخ نضالها فقط لكونها أنثى كان يجب أن تحارب وتصارع من أجل البقاء، فهي لم تعرف يوماً الاستكانة أو الخنوع، تنعم «جنان» بحياة سلطوية نافذة وجبارة وذكية، تبحث عن مخرج في كل مرة تتعرض فيها للأذى، هي مثال للمرأة الطموحة التي تسعى للوصول بكل الأساليب، إلا أنها تتعثر عند كل موقف وتواجه الصعاب والمخاطر التي تقع فيها كل أنثى.
حتى عندما تنتقم «جنان» فهي تلجأ للحيلولة بشتى الوسائل كي تنتقم ليس فقط لنفسها بل لكل النساء اللواتي تجبرهن الحياة لخوض غمار المصاعب، تتردد مراراً في القول والرضوخ لمرجعيات لها علاقة بالعائلة والبيئة لكنها تضع كل شيء وراءها وتركض لاهثة إلى حلمها.
تبرع سلاف في أداء الشخصية وتهيم بروحها على كل مكوناتها، لا يخف وميض سحرها منذ بداية أحداث العمل، فنراها تتماهى مع الشخصية إلى أعلى المستويات تؤنسنها بأدواتها، وشخصيتها الجريئة والقوية، هذا النوع من الأدوار يليق بشخصيتها القوية والرصينة هذا ناهيك عن جمالها الذي يضفي أكثر منطقية.
صبورة وذكية
لنقول بجد إنه يحق لسلاف اليوم أن تبحر في غمار الشخصيات القوية النافذة فهي بنظرة من عينيها ممكن أن تشعل فتيل حرب ليس لها نهاية، نجوميتها اليوم تتبلور فهي مقنعة وجديّة، تعطي الشخصية حقها وتوصلها إلى مكان آمن جعلتنا ننتظرها ونتفاعل معها عند كل لحظة.
ويحق لسلاف أن تتكئ على هذا المخزون لتجسد نجوميتها ويحق لها أن تتباهى بأدائها فهي اليوم كما النجوم المتلألئة في سماء مقمرة، جبلتها من الخبرة والسنوات الطويلة التي أضافت لبريقها شغفاً وحباً واطلاعاً.
وتتلقى سلاف هذا العام أصداء واسعة من الجمهور الذي يشيد ببراعة أدائها على عكس ما واجهته العام الماضي في مسلسل «الكندوش» كتابة حسام تحسين بيك، إخراج سمير حسين، ليس لأنها لم تبرع في أداء المرأة اللعوب المستكينة بل لأنها تملك أدوات لتكون المرأة الفولاذية التي لا يصهرها حب ولا تكويها نار فهي من تشعل الحرب وهي من تختار أن تطفئها بصلابتها.
إلا أن خيوط «الكندوش» الذي يلقى في موسمه الثاني أصداء أكثر إيجابية، حيث تتغير الخطوط وتبدأ الأحداث بالتماس مجراها، وتظهر سلاف بدور مغاير لما كانت عليه في الجزء الأول فتكون امرأة تخفي وراءها الكثير من الحقد والثأر تنوي أن تستخدمهما في الانتقام من عزمي بيك «أيمن زيدان»..
ختاماً نقول إنه بات يقيناً الجهد الكبير الذي تقوم به سلاف لتكون أهلاً لكل شخصية تمسكها بزمام أمورها وتديرها بحنكتها.. لتبقى نجمة لامعة في سماء الدراما السورية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن