آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » الكوليرا.. ماذا نعرف عنها؟

الكوليرا.. ماذا نعرف عنها؟

الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة:

من المعروف أن مرض الكوليرا هو مرض معدٍ يتطلب الحذر والوقاية ، فالكوليرا هو مرض التهابي خطير يصيب الأمعاء وفترة حضانة هذه الجرثومة قصيرة جدًا إذ تتراوح بين 7 – 14 يومًا حيث تُفرز بعدها إلى الدورة الدموية أكثر حدة، معظم المصابين بعدوى بكتيريا ضمة الكوليرا لا تتطور لديهم الأعراض على الإطلاق على الرغم من وجود البكتيريا في أجسامهم.
وفي الحالات التي تظهر فيها أعراض الكوليرا تظهر لدى نحو 80% – 90% من المرضى أعراض طفيفة فقط، بينما تظهر لدى 20% من المصابين أعراض حادة مرشحة للتفاقم إلى حد الوفاة.
وإن السبب الرئيسي للوفاة هو فقدان سوائل الجسم بواسطة الإفرازات من الأمعاء وبواسطة التقيؤ، حيث في معظم الحالات يبدأ مرض الكوليرا عادةً بصورة فجائية من غير ظهور أية علامات تحذير.
و تشمل أبرز الأعراض : سرعة وضعف دقات القلب ،فقدان مرونة الجلد أي لا يوجد قدرة على العودة إلى الوضع الأصلي بسرعة إذا تم قرصه ، والأغشية المخاطية الجافة بما في ذلك داخل الفم والحلق والأنف والجفون، وانخفاض ضغط الدم، و العطش، و تشنجات العضلات،وتشنج الأطراف ، و تنفس سطحي وسريع.
عادةً ما توجد بكتيريا الضمة الكوليرية (Vibrio cholera) والتي هي البكتيريا المسببة للكوليرا في الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب بالعدوى، وتشمل المصادر الشائعة :
إمدادات المياه و الثلج و الأطعمة والمشروبات التي يبيعها الباعة الجوالون والخضراوات المسقية بمياه تحتوي على فضلات بشرية و الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا التي يتم صيدها في المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي.
و تشمل أبرز عوامل الخطر ما يأتي:
-الظروف الصحية السيئة حيث تزدهر الكوليرا في المواقف التي يصعب فيها الحفاظ على البيئة الصحية النظيفة.
-انخفاض حمض المعدة أو عدم وجوده
لا تستطيع بكتيريا الكوليرا البقاء في البيئة الحمضية وغالبًا ما يعمل حمض المعدة العادي كخط دفاع ضد العدوى، لكن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض المعدة مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يتناولون مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون يفتقرون إلى هذه الحماية، لذا فهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.
-التعرض المنزلي في حال مخالطة شخص مصاب في المنزل .
-فئة الدم من النوع (O)
لأسباب غير واضحة تمامًا فإن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O هم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بمقدار الضعف مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم زمر دم أخرى.
-المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا
و يمكن أن تصبح الكوليرا قاتلة بسرعة في الحالات الشديدة حيث يمكن أن يؤدي الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل والشوارد إلى الوفاة في غضون ساعات، لكن في الحالات الأقل خطورة يمكن للأشخاص الذين لا يتلقون العلاج أن يموتوا بسبب الجفاف والصدمة بعد ساعات إلى أيام من ظهور أعراض الكوليرا لأول مرة ، و على الرغم من أن الصدمة والجفاف الحاد هما أسوأ مضاعفات الكوليرا، لكن يمكن أن تحدث مضاعفات أخرى مثل:
1. انخفاض نسبة السكر في الدم
يمكن أن يحدث انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم الذي هو المصدر الرئيس للطاقة في الجسم عندما يصبح الناس مرضى للغاية ولا يمكنهم تناول الطعام،و الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه المضاعفات والتي يمكن أن تسبب النوبات وفقدان الوعي وحتى الموت.
2. مستويات منخفضة من البوتاسيوم
يفقد المصابون بالكوليرا كميات كبيرة من المعادن بما في ذلك البوتاسيوم في برازهم، حيث تتداخل مستويات البوتاسيوم المنخفضة جدًا مع وظائف القلب والأعصاب وتهدد الحياة.
3. فشل كلوي
عندما تفقد الكلى قدرتها على التصفية تتراكم كميات السوائل الزائدة وبعض الشوارد والفضلات في الجسم والتي هي حالة قد تهدد الحياة، حيث غالبًا ما يصاحب الفشل الكلوي الصدمة في الأشخاص المصابين.
و على الرغم من أن علامات وأعراض الكوليرا الشديدة يمكن أن تكون واضحة في المناطق التي تنتشر فيها، فإن الطريقة الوحيدة لتأكيد التشخيص هي تحديد البكتيريا في عينة البراز ، كما تمكن اختبارات مقياس الكوليرا السريعة الأطباء في المناطق النائية من تأكيد تشخيص الكوليرا بسرعة حيث يُساعد التأكيد السريع على خفض معدلات الوفيات عند بداية تفشي الكوليرا ويؤدي إلى تدخلات صحية عامة مبكرة للسيطرة على تفشي المرض.
و تتطلب الكوليرا علاجًا فوريًا لأن المرض يمكن أن يتسبب في الوفاة في غضون ساعات، وتشمل أبرز العلاجات ما يأتي:
1. معالجة الجفاف
الهدف هو تعويض السوائل والإلكتروليتات المفقودة باستخدام محلول ملحي فموي حيث يتوفر المحلول كمسحوق يمكن صنعه بالماء المغلي أو المعبأ في زجاجات ،لأنه بدون معالجة الجفاف يموت ما يقرب من نصف المصابين بالكوليرا، لكن مع العلاج تنخفض الوفيات إلى أقل من 1%.

2. السوائل الوريدية
يمكن مساعدة معظم المصابين بالكوليرا عن طريق الإماهة الفموية وحدها، لكن الأشخاص المصابين بالجفاف الشديد قد يحتاجون أيضًا إلى سوائل عن طريق الوريد.

3. المضادات الحيوية
على الرغم من أنه ليس جزءًا ضروريًا من علاج الكوليرا، إلا أن بعض المضادات الحيوية يمكن أن تقلل من الإسهال المرتبط بالكوليرا وتقصير مدة استمراره في الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.

4. مكملات الزنك
أظهر أحد الأبحاث أن الزنك قد يقلل من الإسهال ويقصر مدة استمراره عند الأطفال المصابين بالكوليرا.
و يمكن الوقاية من الكوليرا عن طريق تجنب مياه الصنبور ونوافير المياه ومكعبات الثلج حيث ينطبق هذا الاحتياط على الماء الذي تشربه والماء الذي تستخدمه لغسل الأطباق وإعداد الطعام وتنظيف الأسنان ، و تجنب أكل المأكولات البحرية النيئة أو غير المطهية جيدًا ، و تجنب شرب الماء إلا إذا كانت معبأة أو معلبة أو مغلية أو معالجة بمواد كيميائية معينة، ولا تشرب من الزجاجة أو العلبة ذات الختم المكسور.
مع الحرص على تعقيم الماء وذلك عن طريق غليه لمدة دقيقة واحدة على الأقل وأضف نصف قرص من اليود أو قطرتين من المبيض المنزلي لكل لتر من الماء أو استخدم أقراص الكلور ، و غسل الفواكه والخضروات بالماء النظيف ، و غسل يديك بالصابون والماء النظيف وخاصةً قبل التعامل مع الطعام وتناوله وبعد استخدام الحمام، في حالة عدم توفر الماء النظيف والصابون استخدم معقم اليدين المصنوع من 60% كحول على الأقل.. فبقليل من الوعي والحرص نتجنب هذا المرض ودمتم بصحة وأمان.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اكتشاف في الحبل الشوكي يقرِّب الأطباء من علاج تلف الجهاز العصبي

اكتشف باحثو مركز VIB-Neuro-Electronics Flanders في بلجيكا دور جين معين، يتم التعبير عنه في الأعصاب الشوكية، في حفظ الاستجابات للتهديدات المحتملة. ويعد الدماغ المسؤول عن ...