آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » اليوم .. والأمس !!

اليوم .. والأمس !!

| سعاد سليمان

اليوم .. من يمشي في شوارع طرطوس يرى العجب ..

يوم ثلاثاء .. والدوام الرسمي في المؤسسات , والمدارس , والجامعة , وغيرها .. يجعل من ساحة الساعة عند منتصف المدينة مكانا للتجمع .. كمسيرة أو ..

يمتلأ المكان بالمنتظرين لواسطة نقل , وليس هنا فقط ..

بل عند كل منعطف , أو بداية شارع ..

ويمر باص للنقل الداخلي كل ساعة ربما , أو أقل قليلا ..

يحمل فوق طاقته من الركاب , وهو الأمل للمنتظرين , حيث كانت السرافيس اليوم قليلة , وغير متوفرة , وقد ازدادت أسباب الغياب في قلة المازوت المدعوم ..

لذلك حين تقف سيارة الخدمة هذه لانزال راكب يهجم المنتظرون لبارقة أمل بمقعد فارغ , أو جزء من مقعد , وحتى في حضن صاحب حظ سعيد سبقهم !!

المهم الوصول إلى الهدف .

سيارات الأجرة – التاكسي – متوفرة حقيقة , وينتظر السائق إشارة من راغب ليبتسم له الحظ , فالفرق شاسع بين أن تدفع مائة ليرة سورية لركوب باص , أو تدفع مئتين للسرفيس , بينما عليك أن تتوقع الأسوأ في ركوب التاكسي التي تبدأ أجرتها من خمسة آلاف , وأنت , وحظك , وضمير , وواقع السائق , والمكان الذي تريد الوصول إليه .

يصرخ سائق سيرفيس , وهو يحدث رجلا بجانبه , ويعلن أنه سيء الحظ منذ ولادته , ويعدد المصائب التي ألمت به , وآخرها تقليل مادة المازوت المدعوم وبالتالي اختصار العمل الذي يعيش , وأسرته من خيره !!

صورة هذا السائق وباص النقل الداخلي المزدحم حتى رمقه الأخير أعادت صور طفولة بائسة لم ترحل حيث لم يكن في المدينة إلا باص نقل داخلي يمضي بتعب شديد – هكذا يبدو – وقد يسبقه من يركض خلفه , وترى أكوام الشباب , والاولاد وهم يتعلقون ببابه , أو بالسلم من خلفه !!

الصورة الثانية – اليوم – لكوى الصرافة –  التي ينتظر بريق نورها موظف يحتاج لماله الخاص يطلبه منها : بعضها خارج الخدمة رغم وجود الكهرباء !!

وبعضها بحاجة للكهرباء لتعمل , والبعض الآخر عاطل , متوقف عن العمل منذ زمن , ولا أحد يهتم , أو يرى .. طبعا المسؤول عنها ..

الصورة المؤلمة :

أن ترى رجلا عجوزا يبيع ربطة الخبز المدعومة السعر بألفين ليأكل !!

نعم هذا ما يؤكده العجوز وهو يطلب المبلغ إذ يريد أن يطعم أحفاده , وقد تركهم له ابنه الذي هاجر , ولم يعد !!

قال : هاجر , خجل أن يقول : هرب .

أن ترى امرأة تحت المطر تجلس على رصيف , في حضنها طفل , وفي بطنها جنين ينتظر الفرج بينما تجلس وتمد يدها لكل مار دون أن تتكلم ..

عيناها تحكي , فتدهش عيون المارة !!

وكثيرون يمرون , ولا يرون .

وأخيرا :

أن تقف في طابور طويل لتدفع رسوم خدمات هاتفك قبل أن يقطع خطك , والانترنت ..

فاليوم آخر مهلة للدفع , وقد صار الانترنت بالنسبة لك حياة .

فترى موظفين يعملون بملل , وتعب , وبلامبالاة , وقد ينشغل أحدهم بأموره الخاصة , يغيب , ويعود , وكأنه وحده في المكان لا يرى , ولا يسمع ..

صور جمعتها اليوم في جولة واحدة أصعبها , وأغربها ذاك التجمع الكبير لطالبي واسطة نقل !!!

هل رأيتم أصحاب الشأن , أم أنكم مشغولون بالأهم ؟!

 

بعض كوى الصرافة تعمل .. نعم لكن عليك أن تنتظر دورك ريثما ينهي العالم والجاهل العمل غير المتقن على هذه النوافذ السحرية !!

 

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع22-11-2022)

 

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أُهلِكْنا في العَذابِ مَرّتَينْ..!!

    أحمد يوسف داود   أًخيراً بِتُّ أَعتقٍدُ أَنّهُ صارَ علَينا أَنْ نَتنَبّهَ إلى أَعمارِنا المَهدورَةْ، وأًنْ نَدفِنَها بِلا أَدعِيَةٍ وَلا أَذانٍ ولا صَلَواتْ!. ...