آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » بطولات «التموين» الوهمية!!

بطولات «التموين» الوهمية!!

هني الحمدان

الإثنين, 30-08-2021

من غير المستساغ عندما يسارع أي مسؤول لإظهار نواياه وحسن توجهاته عندما تصله قصة ما أو ضبط لمخالفة تصير عنده موضوع الساعة، وكأنه يسجل انتصاراً لا يوازيه أي انتصار آخر..!!
وزير التموين كشف عن طريق منبره الشخصي عن صور لمخالفات لحالات احتكار قام بها بعض التجار وتعامل مع القصة وكأنها فتح عظيم، متناسياً عشرات المخالفات الجسيمة التي تنهش بأجساد المواطنين بعد أن أتعبتهم سرقات التجار وسكوت أجهزة وزارته عبر تمرير وتسويات لأخطاء وتجاوزات كبرى تحصل ليل نهار في أسواقنا.
لا نقلل بأهمية ما تم كشفه، لكن أن يتم تسويقه كأنه الاكتشاف الخطير الذي سينهى أزمات ومعاناة المستهلكين من تلاعبات وتماد ربما يكن السبب وراءها عدم تنفيذ أجهزة الوزارة وعناصرها المختصة لمهامهم بالصورة الجلية.. وإذا حصل الوزير لمخالفة احتكارية واحدة، فما الفائدة من كشف حالة والمؤكد أن هناك عشرات المخالفات والتجاوزات مثلها وأكبر منها..؟ لم نعلم كيف تم كشفها.. هل عناصر التموين الرقابية.. أم الشكاوى الكيدية وحالات التشفي التي قد تحصل في جو محموم بين السارقين والمحتكرين وما أكثر هذه الحالات عند التجار..!
آليات العمل الصحيح هي بوضع منظومات تحر وتنفيذ للمسؤوليات بحس عال من المسؤولية، لا اتباع طرق التصيد، بمعنى نصطاد مخالفاً ونترك العشرات يرتعون ويمرحون ويرتكبون الفظاعات بحق العباد، كبير مدى تغول بعض التجار وممن هم يصنفون بالحيتان الكبار بعمليات احتكار لسلع بمئات الأطنان من المواد، في ظل أسعار تغلي ومقدرة تكاد تعدم على الشراء من جانب المواطن.. فأي تجارة وأي أرباح على حساب تضخيم أرباحهم لمئات المرات وعلى حساب رقبة العباد التي لم تعد بمقدورها مجرد السؤال عن سعر أي مادة..!! أولئك من التجار المحتكرين لا يمكن وصفهم بالتجار الحقيقيين، بل بالسارقين المارقين، الطامعين بالكرم الحكومي للاستفادة أكثر وأكثر، يأخذون أي ميزات ويستوردون ويضعون سلعهم في مستودعات التحكم بالعباد عبر ضخ أو تقليل بعض المواد ورفع سعرها مرة بعد أخرى.
كان على الوزير بعيداً عن تسجيل بطولات إعلانية كشف أسمائهم ومحالهم وتعريتهم أمام مرأى الناس لضرورة قصوى، وإعلانه عن هذه الارتكابات لا يعفيه هو ولا وزارته وأجهزتها المختلفة عن مقدرة مثل أولئك التجار والمحتكرين من التفنن في مواصلة ألاعيبهم الشيطانية التي أشعلت أسعار بعض المواد جحيماً لا يُطاق.. أين رقابة الأجهزة المختصة.. لماذا لا تداهم وتكشف كل الأماكن والمستودعات مهما كان وضعها وقانونيتها..؟ لماذا لا يتم من الإعلان عن أسماء المرتكبين علانية علَّ في ذلك أسلوباً يخفف من ممارستهم السرقات في وضح النهار، ويقلل من جشعهم رأفة بحال الناس..؟! كيف وصلت هذه صور للوزارة.. هل توصلت أجهزتها إلى ضبط هذه الإساءات.. أم إن هناك تصفيات للحسابات وضرب أشخاص وتجار بعضهم ببعض..؟
هناك قصور أيها السادة، وكلنا يعلم عدم مقدرة عنصر الرقابة التموينية على تأدية واجبه كاملاً وبالصورة الصحيحة.. وأحياناً ربما يضعف أمام إغراءات بعض التجار المقدمة إزاء كشف أي تلاعب أو غش، ولغة السوق والفساد اليوم معروفة، كل شيء أو عقاب معروف ثمنه وإمكانية تسويته، وينتهي الفصل بشرب الشاي «بالياسمين»، الدفع ولا غير سواه..!
فظاعات خطيرة لم يعد السكوت عنها مقبولاً، والمعالجات القاصرة الآنية لا تقود إلى نتيجة تخفف من إساءات البعض، فالجشع والغلاء دمر النفوس وخرب البيوت..!

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المالُ وحَماقَةُ البَشَريَّةْ!.

    أحمد يوسف داود   أَرجو المَعذِرةَ إن قلتُ: إِنّني لاأظنُّ أنّ البَشريّةَ عُموماً قد عَبدتْ يَوماً إلّا حَماقاتِها!.. وهذهِ بَعضٌ من أَدِلَّتي: تُرى، ...