الرئيسية » تحت المجهر » معارك السودان تتواصل وبايدن يصدر أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات على المسؤولين عن العنف وتهديد السلام

معارك السودان تتواصل وبايدن يصدر أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات على المسؤولين عن العنف وتهديد السلام

تتواصل المعارك في الخرطوم الخميس لليوم العشرين بين الجيش وقوات الدعم السريع في صراع على السلطة في السودان، فيما هدد الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على المسؤولين في حال عدم توقف الحرب.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن المعارك “يجب أن تنتهي” مهددا بعقوبات جديدة على الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء.

وقال في بيان إن “العنف الدائر في السودان مأساة، وخيانة للمطالب الواضحة للشعب السوداني بحكومة مدنية وانتقال إلى الديموقراطية” مضيفا “يجب أن ينتهي”.

وأعلن بايدن عن إصدار أمر تنفيذي بفرض عقوبات على الأشخاص المسؤولين عن تهديد السلام والأمن والاستقرار في السودان.

وقال بايدن ” اليوم اصدرت أمرا تنفيذيا جديدا يوسع صلاحيات الولايات المتحدة بالرد على العنف الذي بدأ في الخامس عشر من شهر أبريل بفرض عقوبات على الأفراد المسؤولين عن تهديد السلام والأمن والاستقرار في السودان وتقويض الانتقال الديمقراطي في البلاد باستخدام العنف ضد المدنيين أو ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”،بحسب بيان نشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض اليوم الخميس.

وتابع”تتواصل جهودنا الدبلوماسية لمناشدة كل الأطراف لإنهاء الصراع العسكري والسماح بالوصول بدون عراقيل للمساعدات الإنسانية”.

واستطرد”الولايات المتحدة تستجيب بالفعل للأزمة الإنسانية التي تحدث هناك ومستعدة لدعم المساعدات الإنسانية عندما تسمح الظروف “.

ورغم إعلان “اتفاق مبدئي” لتمديد الهدنة التي لم تُحترم حتى 11 ايار/مايو، فإن “المواجهات والانفجارات” مستمرة في الضاحية الشمالية للخرطوم، كما نقل سكان فجراً لوكالة فرانس برس.

وعلى غرار أكثر من خمسة ملايين شخص من سكان العاصمة، يعيش هؤلاء فقط على وقع القصف. ولتجنّب الرصاص الطائش، يلازمون منازلهم التي تفتقر الى المياه والكهرباء مع تضاؤل مستمر للمال والغذاء.

ومنذ 15 نيسان/ابريل، اسفر القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).

وبات أقلّ من مستشفى واحد من اصل خمسة في الخرطوم قيد الخدمة مع شبه انعدام للخدمات الاستشفائية في إقليم دارفور (غرب).

وأجبرت المعارك اكثر من 335 الف شخص على النزوح ودفعت 115 الفا آخرين الى اللجوء لدول مجاورة، وفق الامم المتحدة التي تخشى بلوغ ثمانية أضعاف هذا العدد من اللاجئين.

وأكد مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر، عبر حسابه على موقع تويتر، عبور 50 ألف شخص إلى الأراضي المصرية عبر الحدود السودانية بينهم 47 ألف سوداني.

والخميس قالت الأمم المتحدة في بيان إنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص قد يفرون بحلول تشرين الأول/أكتوبر من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين نداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مشيرة إلى أن مصر وجنوب السودان ستسجّلان أكبر عدد من الوافدين.

– “أخفقنا” –

وفي يوم اندلاع الحرب، كان مقررا أن يبحث الجنرالان اللذان تحالفا في انقلاب 2021 مع الامم المتحدة والوسطاء الدوليين سبل دمج قوات الدعم السريع بالجيش، وهو شرط كان لا بد من تنفيذه تمهيدا لإعادة السلطة الى حكومة مدنية واستئناف المساعدات الدولية التي علّقت بسبب الانقلاب.

ولكن بدل المفاوضات السياسية، استيقظ 45 مليون سوداني على دوي قصف مدفعي وغارات جوية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الاربعاء “يمكن القول إننا اخفقنا في منع” اندلاع الحرب التي “فاجأت” المنظمة الاممية.

وعلّق خالد عمر يوسف، وهو وزير مدني سابق خسر منصبه بسبب الانقلاب، “مع كل دقيقة إضافية من الحرب، يموت أناس أو يُرمَون في الشوارع ويزداد تفكك الدولة”.

وقال زعيم أحد فصائل التمرد السودانية المسلحة في دارفور عبد الواحد النور في مقابلة مع فرانس برس في جوبا الخميس إن الحرب الدائرة بين القائدين العسكريين في السودان “لن تعرف منتصرا”.

وأضاف النور “الشعب السوداني لا يريد أيا منهما .. بل يريد حكومة مدنية”، مؤكدا أنه لا يدعم أحدا من الطرفين في الحرب وأن مقاتليه لا يؤدون أي دور فيها.

ودانت وزارة الخارجية السودانية في بيان الخميس “تهجم القوات المتمردة علي مقر السفارة الهندية في الخرطوم و اقتحام مكتب السفير و نهب مقتنياته”.

وفي مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً بمنأى عن أعمال العنف، يحاول منسّق عمليات الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إعادة تنظيم مخزون الامدادات بعد تعرضه لعمليات نهب كبيرة.

وطالب غريفيث الأربعاء بضمانات أمنية “على أعلى مستوى” لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.

من جهته، أشار المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى تعرّض مستشفى في الخرطوم لغارة جوية، موضحاً أن قوات الدعم السريع “تشنّ هجمات في مناطق سكنية مكتظة”.

وفي إقليم دارفور الذي شهد حربا دامية بدأت العام 2003 بين نظام الرئيس السابق عمر البشير ومتمردين ينتمون الى أقليات إتنية، لفت المجلس النروجي للاجئين الى سقوط “191 قتيلا على الأقل واحتراق عشرات المنازل ونزوح الآلاف” فضلا عن تعرض مكاتبه للنهب.

– “حلول إفريقية” –

وأعلن جنوب السودان الذي غالباً ما يقوم بوساطة في السودان أنّ طرفي النزاع وافقا على هدنة “من 4 الى 11 أيار/مايو”.

وأعلن الجيش السوداني موافقته على الهدنة شرط أن تلتزم بها قوات الدعم السريع التي لم تعلق على الأمر.

وفي وقت تتكثف الاتصالات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار هذا الاقتراح الذي تقدمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد) بسبب الحاجة الى “حلول إفريقية لمشاكل القارة”.

ورحب أيضا بالوساطات الأميركية والسعودية بعد جولة قام بها موفده هذا الاسبوع شملت الرياض ثم القاهرة وجامعة الدول العربية.

وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية لبحث الحرب في السودان، حسبما قال لوكالة فرانس برس دبلوماسي رفيع المستوى.

وسيبحث الاجتماع المخصص للسودان الوضع في هذا البلد “بأبعاده كافة، السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية”، وفق المصدر.

وتعهد معسكر البرهان تسمية موفد يمثله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية “رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي”.

ومع استمرار نزوح السودانيين، تتواصل عمليات إجلاء مئات الأجانب، وخصوصا عبر مدينة بورتسودان على البحر الأحمر.

وقال غوتيريش في نيروبي الأربعاء “الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق. يجب التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

وأعرب عن “قلقه الشديد” بشأن امتداد النزاع إلى دول الجوار التي تمر بمشاكل سياسية ومراحل انتقالية، ولا سيما تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سفيرة الكيان السابقة بجنوب إفريقيا: التغيير بميزان القوى الاستراتيجيّ بالعالم ضدّ إسرائيل بعد أنْ عمل سابقًا لصالحها.. خشية من أوامر الاعتقال وإدراج الكيان من قبل الأمم المُتحدّة بالقائمة السوداء لفظائعه بغزّة

مع استمرار العدوان الهمجيّ ضدّ قطاع غزّة بدأ الاحتلال الإسرائيليّ يُقِّر بأنّ العالم بات يرفض قبول السرديّة الصهيونيّة، وما المظاهرات التي تعصف بالغرب، وحتى في الولايات المُتحدّة ...