طرطوس تشهد أزمة نقل عام جديدة أكثر حدة من السابق! المواطنون ينتظرون لساعات ويشكون الواقع المر ونقابة النقل تعزو السبب لقلة المازوت والمحافظة تعقد اجتماعاً وتوجه بضبط الخطوط..ولكن!!

| طرطوس:هيثم يحيى محمد

بدأت في محافظة طرطوس امس ازمة نقل عام خانقة أكثر حدة  بكثير من الفترة السابقة حيث شهدت كراجات الانطلاق ازدحاما منقطع النظير كما وقف الطلاب والمواطنون بالمئات في احياء مدينة طرطوس على الشوارع وعلى هذا الطريق العام او ذاك وداخل قراهم بانتظار مجيء واسطة نقل تأخذهم إلى وجهتهم سواء الى عملهم او مدارسهم او أماكن سكنهم وقد تراوحت مدة الانتظار -كما اكد الكثير منهم -بين الساعة والساعتين لدرجة ان قسماً منهم لم يتمكن من التوجه الى مقصده فعاد مرغماً الى بيته ومع هذا الواقع الأليم كان حال الجميع يسأل لماذا تشتد هذه الازمة في الوقت الذي كانوا ينتظرون ويأملون  معالجة اسبابها والتخفيف من حدتها ؟

(الوطن)وبعد ان تلقت عشرات الاتصالات والشكاوى من المواطنين نتيجة ماتقدم زارت الكراجات في مدينة طرطوس وتابعت الامور مع المعنيين وتبين لها ان اسباب استفحال الازمة امس والتي ستستمر في الايام القادمة كما يتوقع المطلعون تعود بالدرجة الاولى لقلة مادة المازوت المخصصة لوسائل النقل العام حيث تم تخفيض الكمية امس بنسبة تصل ل ٥٠ بالمئة من الحاجة وجاء هذا التخفيض المفاجئ ليضاف الى اسباب اخرى سبق وتحدثنا عنها منها سوء تنظيم عمل الميكروباصات على الخطوط  وضعف مراقبتها وعدم محاسبة المخالفين من  سائقيها كما بجب في حال عدم الالتزام بخطوطهم وعدم تنفيذ الرحلات المطلوبة منهم في ضوء كمية المازوت المعطاة لهم وايضاً عدم توفر وسائط نقل كافية وارتفاع تكاليف صيانتها وإصلاحها بشكل كبير جداً

رئيس نقابة النقل البري بطرطوس وائل حسين اوضح أن ازدياد حدة الازمة امس سببه تخفيض حصة كل ميكروباص بنسبة ٥٠ %  وبالتالي العمل جار لاعادة تنظيم الخطوط وتخفيض عدد النقلات لكل خط بما ينسجم مع كمية المازوت المعطاة لهذا السرفيس او ذاك وتوقع استمرار الازمة اذا بقي التخفيض قائماً اما مدير محروقات فلا يرى ان ازمة امس سببها فقط تخفيض كمية المازوت مشيرا إلى ان وضع التوريدات اقتضى هذا التخفيض مؤقتا

وفِي المحافظة ترأس المحافظ عبد الحليم خليل بعد ظهر اول امس اجتماعاً استباقياً لمناقشة واقع النقل والاجراءات الواجب اتخاذها لعدم استفحال الازمة مع تخفيض كميات المازوت بسبب تراجع توريدات النفط وحضر الاجتماع قائد الشرطة العميد وفيق ابو دلة وعضو المكتب التنفيذي المختص آصف حسن ومديرو المناطق والمعنيين بقطاع النقل والمحروقات

وخلال الاجتماع تم مناقشة واقع مختلف الخطوط الداخلية والخارجية لمحافظة طرطوس وسبل معالجة الازدحامات الحاصلة عليها ووجه المحافظ مديرو المناطق للقيام بدورهم وممارسة صلاحياتهم وبذل كل الجهود لضبط قطاع النقل ومنع تسرب الميكروباصات وإلزامها بالقيام برحلاتها بما يضمن وصول المواطنين إلى مقاصدهم،بدون حدوث اختناقات على الخطوط بالتزامن مع ضبط تزويد الميكروباصات العاملة بحاجتها الفعلية من المحروقات.

و شدد المحافظ على مديري المناطق رؤساء لجان المحروقات الفرعية بإجراء كل مايلزم للتأكد من استخدام هذه المحروقات للنقل العام وليس للإتجار غير المشروع وإتخاذ كل الإجراءات القانونية للوقاية والمكافحة بالتعاون مع الجهات المعنية.

كما نوه بدور المجالس المحلية ولجان الأحياء بعملية الرقابة على التزام الميكروباصات برحلاتها.

وفي نفس السياق  أكد خليل على المعنيين إجراء كل مايلزم من أجل الاسراع بتركيب أجهزة “نظام التعقب” الGPS على الميكروباصات العاملة لما ستحققه من ضبط لقطاع النقل ومخصصاته من المحروقات.

عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في المحافظة اصف حسن قال ل(الوطن)ان سبب تفاقم الازمة يعود لتخفيض مخصصات كل ميكروباص من ثلاثين ليتر مازوت في اليوم الى 15 ليتر  فقط وبالتالي بات يتعذر على الميكروباص تنفيذ سوى رحلتين على خطه بدل الأربع رحلات ماادى الى ازدحام المواطنين والطلاب وتوقع الا يستمر التخفيض الا لفترة قصيرة في ضوء معلومات لدى الجهة المعنية تفيد بتحسن في التوريدات النفطية قريباً

*لنا كلمة

اذا كان يتعذر على الجهات الحكومية المعنية اعادة كمية المازوت لوسائط النقل الى ماكانت عليه فعليها ان تبحث عن حلول اخرى تخفف من خلالها حالة المعاناة الشديدة التي يعيشها الناس بشكل عام والعاملون في الجهات العامة بشكل خاص ومن هذه الحلول التخفيف من الدوام اليومي قدر الامكان

(سيرياهوم نيوز3-الوطن)