آخر الأخبار
الرئيسية » الإفتتاحية » “تسليع التعليم” ومخاطره ..!

“تسليع التعليم” ومخاطره ..!

 

*رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد

 

تزداد الظواهر الخطرة في مجتمعنا ،لأسباب مختلفة يتعلق الكثير منها بآثار وتداعيات الأزمة والحرب ،كما يتعلق القسم الآخر بسوء الادارة وعدم معالجة اسباب هذه الظاهرة او تلك رغم تفاقمها ورغم امكانية المعالجة.. ودون الدخول في تعداد تلك الظواهر ،أشير اليوم الى ظاهرة الدروس الخصوصية، التي وصفت بأنها مرض مزمن تراكمت أسبابه، وتفاقمت أعراضه، وبأنها أزمة سرطانية يصيب انتشارها مجمل الجسم التعليمي بالضعف والهزال، وبأنها أحد مظاهر التسليع التربوي، ففي ظلها أصبح التعليم سلعة تباع وتشترى لمن يدفع الثمن، وفي أي مكان وزمان، كما اعتبرها البعض تجارة في سوق سوداء للتعليم، ونبتاً شيطانياً يثقل كاهل الأسر، وتتاجر بها فئة من المافيا التي آثرت استغلال الطلب المتزايد على التعليم، ليتحول بعض رؤوسها إلى قوة اجتماعية ذات ثراء فاحش مصدره الاتّجار في سلعة التعليم..

ان لهذه الظاهرة سلبيات لاتعد ولا تحصى ،ولعل ابرزها نظرة بعض الطلبة إليها على أنها وسيلة مختصرة للتعليم، و فتح شهية بعض المعلمين لتكوين أرصدة مالية ضخمة، حيث أدت إلى اشتغال بعضهم بالتجارة التعليمية، والاستقالة الطوعية من مهنة التعليم في المدارس، واللجوء إلى التحايل على الكسب غير المشروع، والفساد والإفساد خلال ممارسة بعضهم لأعماله، وتهاون بعض المعلمين في أداء واجباتهم داخل الصفوف المدرسية ،وإرهاق ميزانية الأسرة ،وتهديد مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، لأن معظم من يلجأون إليها هم من ذوي المستويات الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة، ويُحرم منها كثير من أبناء الفقراء ،وإضعاف احترام الطلبة لمعلميهم، والحط من قيمة المعلمين وإضعاف قيمة المدرسة وتقليل احترام الطلبة لسلطتها، وإضعاف التزام الطلبة بالمثل والمبادئ المجتمعة العليا، خلال ما يرونه من تهافت أساتذتهم على المال، وتكالبهم على المنافع الشخصية المادية..الخ

 

ولعل الأكثر خطورة في هذه الظاهرة، أنها -كما قلنا سابقاً ونقول اليوم -لم تقتصر على طلاب الشهادات الذين يبحثون عن زيادة بعض العلامات للدخول الى التعليم الثانوي العام أو إلى كليات جامعية بعينها ..إنما تعدتهم لتصل إلى التلاميذ في الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الأساسي ،حيث بات معظم الأطفال في الصفوف الأول والثاني والثالث والرابع و… الخ ضمن دائرة استهداف نسبة غير قليلة من معلميهم ومدرسيهم، عبر التقصير المتعمد في تعليمهم ضمن الصفوف المدرسية ،وعبر ابتزازهم وابتزاز أهلهم بطرق مختلفة وصولاً إلى إدخالهم ضمن شباكهم ومصائدهم ،بعيداً عن أي قيم أخلاقية وتربوية يجب أن نربي أطفالنا عليها !

 

طبعاً أبطال هذه الظاهرة ،يجدون الكثير من الحجج التي تدفعهم للتمادي فيها، كضعف رواتبهم وزيادة متطلبات معيشتهم ،وضخامة المناهج الحديثة ..وأهالي التلاميذ يقدمون الكثير من المبررات للإنخراط بها، كضعف مستوى التعليم في المدارس وزيادة المعدلات الجامعية ولجوء معظم الأسر للدروس الخصوصية ..اما وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات فقد استسلموا على مايبدو لهذا الواقع بحجة أن المجتمع ساهم ويساهم في انتشارها وبات من الصعب جدا القضاء عليها!

 

السؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ماتقدم هل عجزت التربية ونقابة المعلمين والجهات ذات العلاقة بتربية الجيل حقاً عن معالجة هذه الظاهرة الخطرة ؟

(سيرياهوم نيوز3-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

جددوا ثورتنا دون تأخير ..

رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد ثمة موضوعات ومشكلات وأزمات ومنغصات وقضايا داخلية تتمحور حولها أحاديث المواطنين السوريين الناقدة في لقاءاتهم الخاصة وأحياناً العامة ,وفي كتاباتهم على ...