ستصبح الخيانة وجهة نظر!!

مالك صقور

نعم ، نعم ،أصبحت الخيانة وجهة نظر .. حين قال الكاتب الكبير الشهيد غسان كنفاني قبل مايزيد عن أربعة عقود : ” ستصبح الخيانة في يوم من الأيام وجهة نظر ” لم يؤخذ كلامه يومها على محمل الجد . بل اعتبر كلامه نتيجة للخلافات بين الفصائل الفلسطينية التي كان شعارها تحرير كامل التراب الفلسطيني …!

وعلى الرغم من كل ما حصل للثورة الفلسطينية منذ أيلول الأسود في الأردن وخروج المقاومة إلى لبنان ومن ثم ماحصل في لبنان واجتياح ” إسرائيل ” ، وحصار بيروت ، وتمت الكارثة بخروج المقاومة من بيروت… وبعدئذ تمت اتفاقية (أوسلو) و (وادي عربة) ومن قبل (كمب ديفيد) ..أقول : على الرغم من كل ماحصل للشعب الفلسطيي في الداخل والخارج من مآسي وتشرّد ومعيشة الذل والهوان في المخيمات و، و ، و … بقيت الفصائل الفلسطينية (فصائلاً).. والحد الأدنى ، الآن، ان ينصهروا في فصيل واحد . كما كانت ثورة كوبا بقياد ة غيفارا وكاسترو وكما كانت ثورة فيتنام بقيادة العم (هوشي منه) وقد قلت سابقا لاكبر قياديي بعض هذه الفصائل ، كان الجواب من بعضهم : هذا مانناضل من أجله .واجاب آخرون : ” ؟أهل مكة أدرى بشعابها ” .

تذكرت ذلك للأمور التالية :

اولا : ماجرى ويجري في غزة ليس له مثيل في التاريخ ، سواء ببطولة فدائيي غزة ، سواء بوحشية الكيان وهمجيته، والإبادة الجماعية والتطهير العرقي . واستئصال غزة وفلسطين من الجغرافيا والتاريخ .

ثانيا : بيان الفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو وشكرها وتقديرها للقيادة الروسية ….

لا شك أن الاجتماع له أهميته ولا شك أن البيان له أهميته أيضا ، إذا وضع موضع التنفيذ . أما أن يبقى حبرا على ورق ، أوكلام للإعلام ، فمعنى ذلك المراوحة في المكان ، أوذرا للرماد في العيون . أو تضييعا للوقت . وقد سبق واجتمعت الفصائل في الجزائر . وشكرنا الجزائر أيضا .

ألا يجب على روسيا ،بالإضافة إلى إستضافة (( الفصائل)) أن تفعل فعلا لاقولا بوقف المجزرة ؟

ثالثا : لقد آلمني مشهد الطيار الأمريكي الشاب ، الذي أضرم النار بنفسه واشتعل حتى احترق ، احتجاجا على مشاركة أمريكا بذبح الشعب الفلسطيني . ومظاهرة الطيارين الامريكان بمناسبة حرق زميلهم لنفسه .. تضامنا

مع فلسطين. وشعبها..

رابعا: خرجت شعوب أوروبا

، متحدية حكوماتها ، واحتشدت في الشوارع على الرغم من الثلج والبرد القارص . والشعوب العربية تنام غارقة في العسل . لندع أمرالحكومات جانبا ،لكن لماذا لا يكون الشعب اليمني العظيم هو القدوة؟.

وأعود إلى مقولة الشهيد غسان كنفاني : ستصبح الخيانة وجهة نظر… وأنا هنا لا اتهم أحدا.. ولكن أفكر في ماقاله فرحان بلبل في مسرحيه “الممثلون يتراشقون الحجارة” حين قال على لسان عبد المطلب بن هاشم زعيم قريش المقتدر، النبيل، الكريم،الشهم. فحين غزا ابرهه الحبشي مكة.. أصاب عبد المطلب بن هاشم كبد الحقيقة عندما قال:

“” تبرئون الخيانة و تعفون عن الخائن، غير أن العفو عن الخيانة هو الخيانة””..

أليس خيانة للدين والأخلاق والقيم والإنسانية ترك أهلنا في غزة.؟!

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)