رفع أجور الحكام قرار صائب ولكن ..؟

لاشك أن رفع أجور مباريات الحكام في الدوري الكروي لكل فئاته قرار صائب وهو يمس شريحة مهمة من الكوادر الكروية التي تساهم بشكل فعلي في إنجاح الدوري، ولكنه ليس كافياً لحل المشكلة المعقدة جداً في الدوري، وخاصة أن دفع أجور الحكام يقع على عاتق إدارات الأندية التي تستضيف بعضها البعض حسب الجدول المعد مسبقاً من لجنة الحكام الرئيسية ، لأنها أنديتنا بالأصل تعاني من ضائقة مالية صعبة تعيشها حتى إن القيادة الرياضية نفسها التي أصدرت قرار رفع أجور الحكام قد أعفت في قرار سابق بعض الأندية من دفع تكاليف الحكام لظروفها المالية الصعبة بينما أبقت الأندية الأخرى تواجه مصيرها المحتوم في دفع أجور الحكام إضافة إلى أجور الضيافة والمنامة، وعندما صدر القرار الأخير في منح أذونات سفر للحكام وحسب النظام المالي للاتحاد الرياضي العام فإن التعديل الجديد رفع أجورهم إلى حوالي 50 ألف ليرة بدلاً من 22 ألف ليرة التي كان من ضمنها أجور مواصلات. واليوم أصبح تعویض الحكم 40 ألف ليرة كأجور تحكيم ، بالإضافة لإذن سفر مقداره 10 آلاف ليرة . أي إن الحكم سيحصل عن كل مباراة قرابة 50 ألف ليرة ، ورغم ذلك أن المبلغ الجديد مازال متواضعاً إذا ما تم حساب المواصلات بين المحافظات حسب قربها وبعدها ولكن على حد المثل القائل ( الرمد أفضل من العمى) وعلى هذا الأساس عاد الحكام عن قرارهم بعدم التحكيم في المرحلة 21 الأخيرة من الدوري التي شهدت أكثر من إشارة استفهام كبيرة حول بعض الحالات التي لم تلقَ استحساناً عند البعض .
لذلك المشكلة ليست فقط مادية فحسب ، وإن كانت من العوامل الأساسية في رفع أداء الحكام بل هي فنية بحتة وهذا ما وصفها رئيس لجنة الحكام العقيد زكريا قناة عندما أعطى التوصيف الدقيق للحكام الدوليين والتي أهمها إجادة اللغة الإنكليزية التي لا يجيدها العدد الأكبر من حكامنا إضافة إلى قلة مشاركاتهم في الدورات التأهلية والتي تساهم في صقلهم وإعدادهم بالشكل الأمثل.
على كل حال وبعد حل لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد الكرة نأمل من القائمين على هذه اللجنة ضم الخبراء القادرين على إعادة سمعة التحكيم السوري الذي كان متألقاً ووصل إلى العالمية من خلال حكامنا الذين حكموا في نهائيات كأس العالم وتركوا بصمة جيدة عن التحكيم السوري الرفيع أمثال الحكم فاروق بوظو وجمال الشريف .

(سيرياهوم نيوز-تشرين)