آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » بشائر غير سارة

بشائر غير سارة

هناء ديب 

بين البشرى غير السارة التي زفها وزير الكهرباء عن صعوبات في واقع الكهرباء خلال فصل الشتاء المقبل وتوقعات الكثيرين عن زيادة محتملة لأسعار الخبز مع استمرار أزمة تحصيل ربطة الخبز والارتفاعات الجنونية لمختلف أصناف المواد والبضائع خلال الأيام الأخيرة، ومع ذلك يؤكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأن الارتفاعات طالت خمس أو سبع مواد فقط، في وقت تشتعل فيه الأسعار والوزارة الغائب الأكبر في السوق.

تتجلى الحقيقة الواضحة بأن لا أفق قريباً لحل قائمة الأزمات المعيشية التي تواجه المواطن يومياً، من لحظات الصباح الأولى وحتى انتهاء يومه الطويل والمتعب، لا بل هناك من يمعن في زيادة أزمات جديدة لها وهي الأزمة النفسية الضاغطة جراء ما يتعرض له من صعوبات يومية زادتها توتراً تصريحات لبعض المسؤولين تحتمل أكثر من وجه وعلى المواطن الحذق أن يعرف ماهية تفكير وتوجه الحكومة تجاهه خلال الفترة القادمة التي تشدد بوصلتها على العمل والجهد الذي تبذله خاصة على صعيد تحسين واقعه، في وقت تظهر الترجمة العملية على الأرض بعداً عن فهم توجهات قيادية مستمرة بضرورة النظر لمجمل التحديات الكبيرة التي تواجه البلد واقتصاده ولقمة عيش مواطنه رغم تأثيرها الكبير كفرص لخلق الحلول والمبادرات القادرة على التحايل على الظروف وفسح الطريق لحلول ومقترحات قدمت ولا تزال على طبق من فضة سواء من القيادة السياسية عبر لقاءات عديدة مع الحكومة أو من خلال مختصين خبراء أو حتى من المواطنين إلا أن تبنيها وتنفيذها بالسرعة المطلوبة وفي القنوات الصحيحة لا تزال بطيئة ولا تتناسب مع الوضع الضاغط الذي يواجه مختلف القطاعات ومعاناة الناس.

لم يدرك العديد من أصحاب القرار لدينا حتى اللحظة أن الشارع السوري لم تعد تنطلي عليه تلك الشماعات الجاهزة لتعليق عجزهم وفشلهم عن حل أزماته الكثيرة، والأمثلة الحاضرة هنا على أن كلام ووعود المسؤولين في واد والتنفيذ ولو في حدوده الدنيا في واد آخر أكثر من أن نحصيها ومنها تلك المطالب المكررة للطبقة العاملة عبر مجلس اتحادهم منذ سنوات طويلة وردود الحكومة الحالية وما قبلها عليها تكاد تتطابق مع اختلاف بسيط يتمثل في تاريخ الاجتماع واستمرار التردي الخدمي والاقتصادي وتفاقم المشكلات الاقتصادية في مختلف المحافظات رغم عشرات إن لم نقل مئات الجولات الوزارية عالية المستوى عليها لأنها ابتعدت عن جدواها وهدفها.

وإن كانت مطالب الناس تركز دائماً على محاسبة الفاسدين ومكافحة الفساد فإن محاسبة المسؤول عن تصريحات ووعود لا تنفذ باتت توازيها بالأهمية.

(سيرياهوم نيوز-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تحية إلى كتائب القسام

  مالك صقور توقفت الأسبوع الماضي معركة (بيت حانون) .. لكن لم تجرؤ الولايات المتحدة الأمريكية ولاالكيان الصهيوني على الاعتراف بالهزيمة النكراء التي مني بها ...