آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » نزيف أرواح ..!

نزيف أرواح ..!

هني الحمدان  2020/08/18

تزايد حالات الإصابة بوباء كورونا بهذا الشكل المتسارع ينسف كل الجهود التي بذلت من قبل الجهات المختصة، ويدعو للاستنفار الحقيقي، مع أن يعي الجميع مدى خطورة الاستنزاف الحاصل ، ولا أحد يعرف إلى أي مدى سيطول هذا النفق المظلم..!
أرواح لأحباب وأهل تغادرنا إلى دار الخلود ، ناهيك عن الرعب والخوف المعشش في دواخل الجميع ..وهنا لا نملك إلا التضرع والدعاء إلى الباري عز وجل بالفرج وزوال هذة الغمّة .
في الأيام الأخيرة تطور المشهد وبدأ المنحى يأخذ بالصعود في عدد الحالات ،وهذه المعلنة رسمياً ،ولا شك أن هناك ماهو مخفي ، إلا أن الأرقام تدل على خسائر واستنزاف بالأرواح وبكوادر علمية على درجة مهمة ، فخسارة أكثر من ستين طبيباً ليس بالأمر السهل ، حصدتهم كورونا بغفلة من الزمن ، ووزارة الصحة تحصي وتعلن لنا أرقام الإصابات بزيادة يوماً بعد يوم ، ولا يرف لمسؤوليها أي جفن حول خسائر هذه الكوادر المؤهّلة ،التي كلفت الدولة الشيء الكثير لصقل معارفها كي تكون قادرة على العمل. فشلت تماماً في تهيئة الظروف والأجواء المناسبة لحماية الأطباء الذين عملوا بإخلاص وقدموا العلاج لمرضى مصابين ، ليصابوا هم بالوباء ،في ظل إهمال وزارتي الصحة والتعليم العالي بتقديم كل وسائل الحماية للكوادر الصحية.
مؤسف حقاً تعاطي كل من الوزارتين ومن أعلى الهرم فيهما بموضوع خسارة كادر الأطباء، وهذا عداد الأرقام أخذت مؤشراته تتوالى صعوداً ، فإلى متى ..؟ وهل من استفاقة لكل من السيدين وزيري الصحة والتعليم العالي للتدخل ، عبرتأمين مستلزمات أكثر حماية للكوادر الطبية ..؟
نعود ونكرر من جديد :ليس التقصير الحاصل مسؤولية الحكومة أو بعض الجهات لوحدها ،إنما هناك مسؤولية ومهمة وطنية، الكل يتحملها بدءاً من المواطن وحتى الحكومة بكل أجهزتها ، فإجراء كالحظر الشامل لم يعد ذا نتيجة ، في ظل وضع اقتصادي يتهاوى، إنما الإجراء القريب إلى الواقعية هو التشدد الفعلي في كل ما يخفف من انتشار الوباء ،وأن يعي المواطن دوره ،وإلا _لا سمح الله_ ستزداد عجلة عدّاد الموت وستتضاعف الإصابات مرات ومرات ، وعندها لن ينفع الندم .. ودمتم سالمين..!

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المالُ وحَماقَةُ البَشَريَّةْ!.

    أحمد يوسف داود   أَرجو المَعذِرةَ إن قلتُ: إِنّني لاأظنُّ أنّ البَشريّةَ عُموماً قد عَبدتْ يَوماً إلّا حَماقاتِها!.. وهذهِ بَعضٌ من أَدِلَّتي: تُرى، ...