آخر الأخبار
الرئيسية » الإفتتاحية » الزلزال المدمّر بين الدولة والمجتمع والغرب..! 

الزلزال المدمّر بين الدولة والمجتمع والغرب..! 

| رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد

 

تعيش بلدنا منذ فجر اول امس الاثنين وحتى الان هول المآسي والفواجع ،التي خلفها الزلزال الكبير الذي اصابها ودمر المئات من ابنية عدة محافظات فيها، وقتل واصاب وشرد الالاف من ابنائها، اضافة لحالة الهلع والرعب التي عاشها السكان فترة الهزة العنيفة والزلزال ،والتي مازال نسبة كبيرة من المواطنين تحت رحمتها لاسباب ذاتية وموضوعية لاداعي للتفصيل فيها

 

ومع استمرار الوضع المأساوي ،وارتفاع عدد الوفيات والحاجة الماسة لتقديم الدعم النفسي والعيني والمادي للمتضررين دون تأخير، في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس ،يمكننا القول ان التحرك العاجل من الدولة بمؤسساتها الرسمية والشعبية والأهلية كان مميزاً حتى الان ،بفضل توجيهات السيد رئيس الجمهورية في الاجتماع الطارئ الذي ترأسه لمجلس الوزراء ،ومن ثم حسن تنفيذ هذه التوجيهات من قبل الحكومة ووزرائها ومؤسساتها والتي تجسدت بخطة عمل انقاذية واغاثية محددة ،ومن ثم متابعة  تنفيذها ميدانياً من قبل لجان وزارية اضافة للمسؤولين في السلطات المحلية بالمحافظات

 

والاستجابة لدعم المتضررين لم تقتصر على الجهات الرسمية، انما شملت الاحزاب والمنظمات والنقابات والاتحادات والغرف،   حيث قامت كل جهة منها بوضع خطة عمل تتناسب مع مهامها وإمكاناتها ،فالبعض منها شكل فرقاً تطوعية لخدمة المتضررين والمساهمة بانقاذ المتبقين تحت الأنقاض، والبعض وضع امكاناته اللوجستية تحت تصرف الجهات الرسمية، والقسم الثالث قدم تبرعات عينية ومادية، ماشكّل لوحة رائعة للمجتمع السوري وتكاتفه وتكافله في الأزمات مع بعضه البعض ،رغم أوضاعه القاسية بسبب الحرب والحصار

وهنا نقول ان ماتقوم به الدولة والمجتمع تجاه المناطق المنكوبة وسكانها ليس كافياً لوحده، نظراً لعدم توفر الكثير من مستلزمات العمل والإنقاذ والمعدات الضرورية، اما بسبب قانون قيصر السيئ الذكر  وفق ماأشارت اليه وزارة خارجيتنا امس ،واما بسبب عدم توافرامكانية توريدها بالقطع الاجنبي بعد حرب ارهابية علينا ،وهذا ماأخّر انقاذ الكثير من الموجودين تحت الأنقاض وادى الى موت معظمهم ،ومازال هناك آخرين لم يتم انقاذهم ،وبالتالي فان دعم الأشقاء والاصدقاء في هذا المجال اضافة لمجالات اخرى امر في غاية الضرورة أخلاقياً وإنسانياً بعيداً عن اي حسابات سياسية ،وهذا ماقامت وتقوم به عدة دول عربية وغير عربية كما نقرأ ونشاهد في وسائل الاعلام بينما لم تتحرك دول أوروبا واميركا الشمالية التي تتشدق بحقوق الانسان والإنسانية  ودول اخرى تدور في فلكها

 

وأختم بالقول :سوف تظهر نقاط قوة ونقاط ضعف كثيرة في تعاملنا مع آثار هذا الزلزال المدمّر الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ سورية الحديث ،وتقييم ذلك مهمة وطنية حتى نعزز نقاط القوة ونتدارك نقاط الضعف مع اي كارثة وطنية طبيعية او غير طبيعية قد تقع مستقبلاً

(سيرياهوم نيوز3-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كلام في مواجهة ظروفنا الاستثنائية!!

  رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد يتعرض وطننا لظروف استثنائية قاسية منذ 2011 وحتى الآن، وتفاقمت تلك الظروف في السنوات الاخيرة خاصة في المجال الاقتصادي والمعيشي ...